Saturday, December 27, 2008

أعتذر .. لم أملك مكان كافٍ لكِ صغيرتي ...


رغبت بكل صدق أن انتشلك من ذاك العالم الذي زُرعتِ به رغماً عنك ...رغبت بكل شدة أن أريك أن أصعب الأشياء وأن كانت حقيرة الشأن يمكن أن تتحق بشكل أو بـ آخر و برؤية أخرى ، تمنيت حقاً أن أجعل من نمنمتك الداخلية دستور تُحترم بنوده ... ولا تستقبلها العــامة بالضحكات الساخرة ...

يبدو أن المدينة العقيمة حيث تسكنين .. عمياء بحق.. وأن عائلتك الصغيرة رغم ما تملكه من " تعليم " لم تحميك من الثرثرة العشوائية التي لطالما عانينا نحن منها ! حين ممرت بـ الصدفة من جانبك .. ورأيت جسدك الصغير محتجز بين حشد ضخم من الأطباء " الأغبياء" لا يملكون من العلم سوى بضع إرشادات تقليدية .. ملكوا الحق في أن يعتبروا ما تحلمين به مرض .. أو " خلل" حقيقي بشكل أو بآخر


صغيرتي : مارغبتي به ... حاجة أساسية .. طبيعية ، نحلم بها جميعاَ ... أتعلمين؟ أنا أحلم أيضاَ أن : أطــــــــــــــيـــــر

{ لست بـ وحيدة على هذا العالم }

ليست المشكلة في الطيران ... بل في هذه البحيرة الراكدة التي أراها كل يوم تتسع ، حتى إني أتخيلها تملك فم ضخم تبتلع به هذه المدينة بأكملمها


صغيرتي / لم يكن من العدل أبداَ حيت تتجهين حالمةً لأمك .. طالبةً منها أن تهديكي القوة لتحصلي على الطيران ..أن تتجه بك هي لأقرب عيادة طبيب تتهمك " بالهستيريا" ...لم يكن من العدل مطلقاَ مطلقاَ ... لم يكن من العدل أبداً أن يتخذك العالم مسرح كوميدي لطيف ... لتنهمر عليك الضحكات ... والتعليقات الساخرة ...

لم يكن من العدل أن يتجاهلك الجميع .. ويتهمك البعض بأنك تحاولين لفت الأنتباه .. لم يكن من حقها أبداً أن تجبرك هي على البكاء لـ تقنعيها أنك بحاجة فعلاً لخوض تجربة الطيران ! لم يكن من العدل

لم يكن من العدل .. أن تغلق أمك النوافذ كلها بوجهك، وتحكم غلق الأبواب ... خوفاَ عليك من الأنزلاق في أحد محاولاتك للطيران ...

لم يكن من العدل أن أراقبك وأنت خجلانة ... ومنطوية ، تنظرين للأرض وتنطقين بكل بساطة بحروف مرتجفة موجهة للطبيب .." أنا بس نفسي أطير والله " ، لم يكن من العدل أبداً


لم يكن من العدل أيضاً ... أن يعتقد الكل أن الأنسان لا يقوى على الطيران لأنه ببساطة لا ينتمي لـ " طائفة " الطيور...

صغيرتي / أتفهم كلياً عالمك .. وأعرفه .، بل وتذوقته فعلياً ....في ما وراء التفيكر ، في السرحان ... أعلم وتعلمين أن هناك كلام لا يقال .. وأعمال لا تنجز .. ووعود لا تتم ... لكن حين نبوح به في العالم المكشوف... قد يعتبره البعض جريمة .. وقد يعتبره العامة جنون ..


كوني .. وظلي مجنونة ... فـ نحن في عالم حقيقي جداً بحاجة لمجانين ....


ملاحظة أخيرة *

رغبت وأنا صغيرة في جناح أبيض ، يثبت أعلى الكتف .. كان يخص صديقتي ... لم أحصل عليه مطلقاَ ... رغم إني وجدته الآن ..إلا أني أكتشفت أن مقاسه صغيراَ جداً....ربما كان يناسبك أنت أكثر


أعتذر ..

!

1 comment:

Mohammad said...

We're living in a dead society, and if we're not dead too they'd call us crazy of course. Being alive is being crazy. I wish I could just wake up and wake those who are around me from this death that's in the air. I envy those who fall, because at least they're really dead and don't have to live in a dead society with dead people who think the highest merit one can achieve in to be a living dead.