Tuesday, October 21, 2014

عن إمكانية نزع الهواء.

أتذكر جيدا تلك التجربة البسيطة التي كنا نجريها في مختبرات المدرسة الابتدائية، أتذكر الناقوس ، والجرس الصغير المحتجز بداخله أتذكر كيف كنا نفرغ منه الهواء، وكيف كنت استمتع بمشهد الجرس الراقص في صمت.
حين أجوب الطرقات الوعرة ، بذلك ألكم الهائل من البشر المتكدسة يميناً ويساراً ، ذلك العدد المهول من السيارات التي تعترض الطريق، الدراجات الهوائية المتهالكة ً والنارية التي تبث قدرا عظيماً من العادم مباشرة إليك. 
الشارع أمامي يبشر بعدد لا باس به من مدرعات الأمن المركزي، وجوه الطلبة البائسة التي تنم عن جهل يائس بمستقبل لا يختلف كثيرا عن حاضرنا ، محاصرون امام منافذ صغيرة للتفتيش. 

قتتلعني غصة عنيفة حين أعيد كل ذكرياتي عن تلك المدرعات وسيارة الترحيلات.

تدريجيا اشعر ان قواي خارت ، اشعر أني ما عدت قادرة على اثارة الغصب او التعبير عن الضجر، انظر للمرآة العاكسة للصورة الخلفية وارى حافلة ضخمة مكتظة بالبشر كجثث بالية ، تبوح بنفير مدوي قبيح يليق تماماً بالمشهد ، بشكل مستمر وبلا انقطاع.

أعود وأتذكر تلك التجربة البسيطة من الطفولة ، واتخيل لو كان بإمكاني ان انزع الهواء ، واستمتع بتلك الصورة بديعة القبح في صمت مطبق، ان ارى كل تلك الوجوه العابسة بلا تعبير صوتي.

الروتين اليومي يمتحن إنسانيتك بصدق، كما لو كنت تستطيع  فعلا بعد تخطي العقبات اليومية ان تبتسم في وجه متسول ، او حتى تصطنع الحياد. 

Tuesday, September 30, 2014

ضبط نفسك متلبسا في شعور ك هذا امر مريع،
كنت اراقب الوقت يتسرب منهم بخفة سريعة ، ويقع علي بثقل مرير، احاول ان أتجاهل التعب الي يفتك بمرفقي وانا اثبت أنبوب الأكسجين على انفه ، وأتمنى بيني وبين ذاتي الخلاص.
حين استقبلت الام الخبر، رايتها تلوح بيدها الاثنتين كما لو كانت تخبر احدهم ان العرض قد انتهى اخيراً ، في اخر الرواق ارى ظل رجل ضخم يتراجع ، الظل اكبر بكثير من الحقيقة. لكن في نهاية الامر ، بدا لي الامر سيان.

خرجت وانا غير واعية تماماً لمم تمنيته حينها، هل تمنيت ان ينتهي ألم المرفق، ام تمنيت ان يتحسن معدل الأكسحين فأتوقف انا ،ام تمنيت ان يرحل الطفل  وبه تنتهي سلسلة ضخمة من الألام ؟ 
الافتراض الأخير فتك بي حرفيا.


كيف لروتين يومي ان يتركك تتصالح مع أمكانية تمني الموت لطفل ؟ سمعت يومها -مبكرا قليلا -الام ذاتها تبرر للممرضة انهيارها التام نتيجة تطور مرض الطفل رغم إعاقته ، قالت بنبرة واثقة وبسيطة انه طفلها ، ليس الوحيد حتما ولكنه طفلها ! 
تجاهلت كل ذلك للحظة  تمنيت فعليا لو لم يكن يوما طفلا.

المشهد واليوم ينتهي بالنسبة لي، الساعة تشير الى الرابعة صباحا ، رائحة الإعياء تصيبني بدوخة ، أقرر الخروج لاستنشاق الهواء، الأرصفة حول بوابات المشفى تتحول ليلا لأسرة لأباء الأطفال المحتجزة بالداخل، جثث متراصة بحذر ملتفة بغطاءات صوفية. 
صوت ام كلثوم يصدح من هاتف ما، عمال النظافة يقومون بتنظيف السلالم الخارجية ، رائحة الماء المخلوطة بالمطهر تفشل في تنظيف كافة الأفكار التي تطيح بعقلي حينها.
صياح طفل ما متقطع يحتل مسامعي طيلة تلك المدة ، لا يهدأ.

بالنسبة لتلك الام ، لا اعلم ان كان اليوم ذلك قد انتهى ام بدا ، ولا اعلم ان كان موت ذلك الطفل قد الحق معه موت مسلسل من الآلام اليومية ام ببساطة سيتركها تعي مزيد من الحقائق كانت تغفلها لانشغالها باعاقته، 
كثير من الأسئلة تبيت هنا دون إجابات. 

Saturday, September 20, 2014

عودة

كثيراً ما اتسآل لو كان بأمكاني أن أدون الرائحة ؟ كما أدون الأفكار ؟
أعلم تلك الرائحة جيداً ، الغبار المكبوت في الغرف المغلقة ، أعلم ما تخفيه تلك الشرفة المتآكله أثر الغبار، اعلم ان تلك الضجة هي حتماً من سرادق ما ، أو من احتفال رديء أغلق به احد الشوارع الخلفية.

©Bieke Depoorter
عن تلك البنايات غير المتشابهة اتحدث، عن السيماترية ، عن قوالب الحجارة المتراصة بشكل عشوائي. عن الطرق المتهالكة، النوافذ الصغيرة المباحة ، والتفاصيل الداخلية المستباحة
عن الجدران المطلية باللون الأخضر ، والزهري الصارخ ، عن صور العذراء التي تحتل وسط الجدران، وصور المسجد النبوي.

عن تلك الاضاءة الصفراء الخافته، التي تليها عنوان ضخم لمبنى صئيل يحمل اسم مسشفى ، عن تلك الطرقات غير الممهدة التي تحتل بعدد مهوول من السيارات الفارهة،

عن التناقض اتحدث، عن  كل تلك البنايات العملاقة التي تستتر خلقها شق صغير للنيل.

الرصد اليومي لكل جرعات القبح، منعتني من أن التقط أي صورة، اكتقيت فقط بمحاولة لاستنشاق المزيد من الهواء دون استنشاق تلك الرائحة.
ففشلت.

Friday, August 29, 2014

الحياة ما قبل " Seen " .

كنت على وشك بدء السطر بالسؤال عن السبب. "لماذا؟" ومن ثم تذكرت كم من الغباء أن اطرح هذا السؤال.
الرغبه في الحصول عن الاسباب او البحث عن المزيد من التفاصيل ، عادة ما يجلب المزيد من الألم.
كثيراً ما أفكىر لو كان بمقدوري أن أرى  كافة جوانب القصة ، كنت حتماً سألتمس الاعذار وسأجني حصة صغيرة جداً من الألم.

الأدراك شيء قاسي ، والعلم بكافة التفاصيل شيء أكثر قسوة ، كل ما في الأمر أن أدعاء الجهل أو التغافل عن التفاصيل عن عمد هو في حقيقة الأمر وعي كامل بأن هناك قدر ما من الألم يجب  تجنبه بالجهل . 

حين تصل لهذه النقطة جيداً تشعر أن كافة التفاصيل التي تعلم تخفي خلفها المئات من التفاصيل التي تجهل والتي لو عرفتها لربما تجنبت أو تسببت في المزيد من الألم -لا أعلم-

كل مافي الأمر أني غير قادره على اصطناع الجهل ، أو الغباء .. غير قادره على أن أرفع من عتبة الأدراك ، فـ أسمح لكثير من التفاصيل أن تمر دون أن تترك ندبات أو صفعات مجددة.

أنا الأن ، أشعر أني أضمر  أثر الأدراك. وشيء ما بداخلي يخبرني أن كل شخص مر من هنا ولم يعي قدر الألم الذي أقصد هو بالطبع محظوظ.

Tuesday, August 12, 2014

تعب

شعور يشبه الى حد كبير الإرهاق، التعب.
 المحاولات المتكررة لخلق وفاق بينك وبين واقعك على الدوام شعور مرهق. تدريجياً يصبح من الصعب عليك التمييز بين التعب الجسدي وآلام الداخلي، في نهاية الامر تشعر انك مرهق فحسب.
اتعمد ان امر سريعا على شريط الأخبار ، اكتفي بالعناوين ، فهي تضم قدر كافي من الألم يصعب تكثيفه بقراءة التفاصيل. اشعر ان شيئاً ما بداخلي يضمر فأتوقف.
حين أراقب تفاصيلهم على صفحات التواصل الاجتماعي ، تزداد في الرغبة في الهرب ، والرغبة في التعبير عن مدى سخافة كل ما يصنعه العالم هناك.

كما لو كان الكل بحاجة لان يوثق كيف يكون الفرح ، الملل ، التعاسة او حتى تفاصيل الزواج حتى يستشعر معناها رغم فقدانه.

ببساطة سئمت محاولاتي في صنع الرغبة في الحياة اليومية، انا الان أسير يأفل كمية ممكنة تجعل مني شخص صالح للتفاعل اليومي ، افعل ذلك لآني اضعف من ان أقوم باي بديل اخر.

Saturday, June 21, 2014

خوف

كثيراً ما أفكر كيف يمكن للآباء تقبل خيبات الأمل الضخمة المتمثلة في الأبناء؟ 
اشعر ان الزمن صار يتطور بسرعة تقوق إدراكنا ، 
وجود تعريفات مختلفة لخيرات الأمل، الخذلان ، للنجاح للفشل ، مفاهيم الثقة والوعود، كيف يمكن لأي شخص ان يحصد ماكان يشتهي ان يحصد ؟ 

احيانا ً وأحياناً كثيرة افشل في فهم كيف تتدخل العدالة الإلهية في تقسيم ما نملك وما نمضي حياتنا كلها نحاول الحصول عليه،
كيف لأي شخص ان يعيد مواطن خيباته في الآخرين ؟ كيف؟

Saturday, June 14, 2014

يونيه 8

كانت مجرد محاولة لاخماد تلك الضجة في عقلي.
فكرت ، اني يجب علي المحاولة فعلياً في ذلك ، أن كانت تلك الفكرة هي المسيطرة منذ مدة على عقلي، فإذن يجب ان احاول فعلياً.

كنت أعلم ان هنالك خيارين: 
- اما أن تنجح المحاولة وستكون حينها مرة من المرات ال
قليلة جداً أن انجح في التخطيط لشيء ما 
 - إما ان افشل وستكون حتماً بداية جيدة لي للتصالح وتقدير ما أملك ، وان كان نسبياً

كنت أحضر كلاماً لبقاً سلساً ومحدداً ، به يمكنني أن أوصف لك علتي دون الخوض في التفاصيل ، عوضاً عن ذلك صرت أحدثك عنها وعن تلك الفجوة الي سقطت فيها دون وعي مني .

لا اعلم أن  كان لما اشعر به توصيف ، أو مصطلح مختصر. طبياً أنا لا أعلم. ولا اعلم أن كان مرضاً بالفعل أم انها مجرد نكسة، قاسية قليلة هذه المرة.

في الحقيقىة أنا لا أشعر بتلك الحماسة تجاه الاشياء: العمل ، المال ، الجمال، حب الظهور ، لفت الانظار ،الاخبار العامة، مسلسلات رمضان  او حتى ابسط الاشياء وأكثرها سخافة مثل الوقوع في الحب ، البحث عن كتب جديدة او حتى تجربة نهكة مثلجات جيدة

لسبب ما لا أجد أي من تلك الأشياء جذابة .. و لا أعلم في هذه الحالة ما علي ان أقوم به فعلياً عوضاً عن خلق طرق جديدة لقتل الوقت..
الوقت بات ثقيل ، بثقل كل تلك السنون ، كما لو كان يستخدم وحدة قياس مختلفة عما كان في السابق.
 أنا مجهدة ، رغم أني لم أحقق شيئاً يذكر. 

Thursday, May 29, 2014

بالأمس كنت ناقصة
ملء نصف فراغ كان يحتويني 
أجوب الأيام حاملة معي 
نصف وعاء فارغ 
وذاكرة عمياء
قصص خيبات أملها ما كانت تهويني
احمل منها فقط ما يكفي للتدفئة وأمضي 
الان ...
احمل ذاكرة 
وعقل لا ينسى 
روحي مزدحمة 
كحقيبة طفل مدلل

كل الطرقات تحمل بصمة
وسام او شارة محرمة
امضي المساء أحصى عدد الطرقات البكر المتبقية 

عقلي لا يهدأ
ماعدا هنالك متسع للتجاوز 
او حتى مزيداً من الخذلان.

Sunday, May 11, 2014

Pause


كل ما قد يستغرق منك شهور لبناءه قد يهدم فجأة
ذلك العالم الوهمي الذي صنعته بداخلك ، دقائق قليله من البشر قادرة على محيه كلياً

ولتعيد بناء ما سلب منك.

ارهاق

اكتشفت اني غير قادرة عن نسج شيء ما ، كلمة أو عدة كلمات توازي ما أشعر به دون أن أصيغها على هيئة رسالة، حتى وأن كانت ليست برساله لأحدهم بالفعل.

ربما لأني أعرف أن مساحاتي مع البشر تقلصت بشكل ملحوظ، دون ان أعي سبب لذلك.
كنت أساوم الأيام على أشياء تبدو تافهة ، واتشبث بها كـ طفل يجد ملاذه في لعبة ما وأن كانت سخيفة.
كنت اعلل الأحداث لأسباب واهية ، و أبرر حمق الآخرين بأني مختلفة فـ هم مختلفون.
كنت أدرب ذاتي على التلذذ بالتقاط صورة " جميلة " توحي لي أن الواقع قد يرى جميلاً " من خلال " عدسة أخرى.

تدريجياً تفقد قليلاً قليلاً منك  كل يوم ، خلال المسير.
تقتنع أن هنالك ولابد ان تكون حكمة ما خلف خلقك على هذه الهيئة، وتتساءل عما يبدو ذلك الشعور حين تكون متسقاً مع من حولك.


Saturday, April 5, 2014

.

أتعلم أكثر ما يقلقني الآن ؟
هو أني ماعدت قادرة على العثور عى مفردات  جديدة تجعل مع بوحي مميز .
تجعل مما يدور بخاطري أزمة جديدة تستدعي انتباهك .
شيء ما قد يطغي على حقيقة أني ما عدت قادرة على المضي ، منذ ذلك اليوم 

شعور مثير للشفقة .

Tuesday, March 25, 2014

That day

ربما كان من الصعب علي أن اتجاوز ذلك اليوم. ومازال من الصعب علي التحدث بشأنه. 
لم اكن أريد ان أذكر تفاصيل أو أن تذكرني أنت بعواقب ما أمر به ، كنت فقط أريد أن تضم كفي وتدور حول تلك النقطة دون المرور بتلك الهالة.

لم يكن من السهل علي أن أتجاوز الألم، أو أعي السبب .. اكتفيت في التحديق في الساعة أملاً أن أجد ما يثلج صدري في تلك الساعات المهدورة.
كنت أريد أن أخبرك أني اعلم أني ممتلئة بالكثير من الفتات .. الكثير لكني لا أعلم ان كنت أحمل من الفتات مايكفيني لتجاوز السويعات القليلة المتبقية من اليوم.

ربما لم أرغب في أن أتحدث عن الألم ، لأني أعي تماماً أنك غير قادر على تخيله، او تخيل وضع مشابه.
الفراغ يقتل. قد يقتل ربما بوحشية أكثر مما قد يهيء لك خيالك. ربما لن تعي أنت ذلك ، ربما لن تقدر على تخيل أن احتمالات الوحدة قد تضعك امام وضع كـ هذه، أن تحلم بوجود كتف وهمي تستند إليه.

غادرت المشفى يومها وأنا اشعر كما لو كانت عظامي جميعاً تتكسر. كما لو كنت قد وضعت في وعاء يصغرني حجماً لعدة سنوات ، فـ تشوهت أثره.

Friday, February 7, 2014

لست وحدي

لست وحدي ، أعلم يقيناً أن هناك شخصاً ما آخر يشاطرني كل ما أفكر به  فعلياً.
لنتخيل سوياً الكم الهائل من الاحتمالات الممكنة لأشخاص كانوا من الممكن أن بكونوا أشباحاً تماثل روحك.
شخصاً ما تتجنب الحديث معه على متن طائرة، أو قطار. تختار الكرسي الفارغ وتتمنى سراً ألا يشاطرك أحداً المقعد المجاور. ماذا لو كنت قد اخترت مقعداً آخر؟ وبجانبك شخصاً ما ؟ ماذا لو كنت أكثر انفتاحاً وتبادلت أطراف الحديث مع مجهول وتوصلت لحقيقة أنه الشخص المنتظر.
هنا تمكن الفكرة, أنت لا تبحث عن أي شخص، ولا شخصاً هناك منتظر. أنت فقط تفتعل كل هذه الاحتمالات أثر الوحدة ليس إلا.
المقاهي المملئة بهذا الكم الهائل من الأزواج يجعلك تعتقد أنك تفتقر شيئاً. وتظل تختلق علاقات كثيرة ناقصة لتعوض تلك الفكرة حتى وأن كانت لا تسيطر على عقلك بالفعل.

هناك حالة عامة من انعدام النضج من التعريفات والتوقعات، تتمنى لو كان بامكانك أن يفتضح أمرك كلياً مع كل شخص عابر يمضى من جانبك فيلمس ذلك الجزء الخفي فيك، الذي لو لوحظ فيجعلك شخصاً ثميناَ ، ثميناَ للغاية.

الشخص الذي يعبر الشارع ذاته الذي تعبره كل يوم. الشخص الذي يأتي كل يوم للمقهى ذاته ويحتسي القهوة ذاتها الذي تطلبها دوماَ أو حتى الشخص الذي قد يكتب مثل هذه الكلمات في مكان ما آخر في العالم ولكن بلغة آخرى.

حالة من الفوضى التامة وانعدام الترتيب ، لهدف ما آلهي يجعلك بعيداَ عن كل هؤلاء ولكن في متناول كل شخص لا يقدر ما تقدر و يعظم من ما قد تتجاهله أنت.

Wednesday, January 29, 2014

صفحة ما

تعلم يقيناً أن لا بد من أنها تتعامل بطريقة ما تخلق هذا الجو حولها، تعلم أن لابد من أنها دائماً ما ترسل رسائل خاطئة لمن حولها. رسائل تجعلهم دائماً ما يعتقدون أنها لا يمكن ان تلعب ذلك الدور.

كانت قد قررت عدم الاقتراب مجدداً من تلك المنطقة الخطر. المنطقة التي عليها يتم خلق كل التفاصيل والتوقعات والغصات وصفعات الواقع وخيبات الأمل.
في أمسية ما قررت أن تحتفظ بتقاسيم وجه عن ظهر قلب، فربما لن يتسن لها الفرصة مجدداً أن تفعل ما تفعل الآن ، كانت تريد أن تمر بكفها على وجهه أيضاً علها تحسن من جودة حفظ الصورة فتصب
ح أكثر تأثيراً ، لكنها أكتفت بالتحديق أسفل ذقنه وهممت في سرها انه يملك ذقن مميز.
طوال تلك المدة كان يستحوذ عليها ذلك الشعور، كما لو كانت تنتظر شيئاً ما على وشك الحدوث لكنها تعلم يقيناً أنه لن يحدث وأن حدث ، فسيخذلها قدومه البارد، كانت تفكر في ما لو كانت تبالغ كثيراً في قلقها ، فيما لو كانت تدفع بالأشخاص خارج حياتها عمداً دون وعي ، أو عن غير عمد بكامل الوعي. 

ينتهي المساء ، دون وعود. دون خطط واضحة ، دون رشفه ماء أو حتى فراشات صغيرة تسكن معدتها
فقط تنهيه هي شاكرة الله أنها لم تسمع في ذلك اليوم عن ما أن كان قد قرر الهروب كما هرب الآخرون، وتتساءل عن السبب الذي يمنعها من أن تكون  المرأة القادرة على لعب ذلك الدور.

Sunday, January 26, 2014

زيف

لا اعلم جدياً ما جدوى صناعة الأحداث. ما جدوى تسجيلها على شكل تاريخ. حين أرى كيف يمكن للعالم أن يخلق أكذوبة ضخمة ويصطنع حولها شغف مضاعف، أفكر ملياً في كل ما قد تم تأريخه وتدوينه في التاريخ.

التاريخ كذبة. وكل ما قد تم صنعه من قبل الشعوب لم يكن بالزهو الذي نراه، كل ما تم تسويقه لم يكن سوى لغرض ما أكثر بؤساً مما نتخيل.

ثق في مخيلتك قدر الأمكان. فلا مكان أكثر آماناً منها.

Monday, January 20, 2014

يوماَ ما ..

لا أذكر التفصيلة 
ولا أذكر أي مساء كان

أذكر أثرك وأذكر شكل المساء
أذكر تعليقك على رائحة الهواء
وأذكر كيف تمنيت سراً أن تدرك انه كان عبيري أنا 
لا نسيم الهواء.

أذكر ما تبقى منك علي ،
لا أذكرك أنت