Saturday, October 31, 2015

لا ينمكنك أن تنجو من الخذلان، كما لا يمكنك أن تجنب نفسك من أن تقع في فخ الارتباطات الشرطية والأدمان.
شعرت اليوم بغصة، وبأني لن أتمكن من تمشيط تلك الضغوطات بالآليات ذاتها المتبعة كل يوم. هاتفتك بالفعل بشكل آلي ومن ثم تذكرت أني لم يعد بمقدوري فعل هذا الآن. ما يثير دهشتي أني لم أشعر بمزيد من الألم، ولم أشعر برغبة في البكاء، فقط تذكرت أن هذه المرحلة مرحلة حتمية يجب أن أمر بها في أي منحنى أنساني.
كثيراً ما أفكر ان كان بمقدوري أن أقوم بالتقاط صور فوتوغارفية ومن ثم المثول دون نشرها لك؟ 
هل سأغدو يوماً قادرة على ان أتذوق التجربة ذاتها دون تفصيلة النهاية ؟ هل سأجد ما أختم به القصة ؟ دونك؟

في هذه الأونة ، لست منشغلة سوى بأمرين. تحديد علاقتي بكل ما أحتاج فعلياَ و بكل ما سأحتاجه في حالة تخلي عن ما كنت معتقدة أني بحاجه له. ربما يمكني أن أعد ذلك استعدادات ما قبل الرحيل ؟أو الهروب ؟ ربما...
في مثل هذه الفترة تحديداً من عام مضى. كنت قد أعتقدت اني وجدت الملجأ والملاذ أخيراً. لكني الآن أعي تماماَ حجم ما أملك ، وأعي تماماً أهمية ذلك الصفر الضخم.

كيف أصبحت لا آبه لخيبات اللأمل ؟كيف أصبحت أتجرع كل ما أحب بدرجة عالية جداً من التوق؟ كيف صرت أترقب الخسارة من قبل ما أمتلك حقاً ما أزعم بأمتلاكه.
كيف اعتدت الخسارة بهذه المرونة؟ 

الآن ، حيث لا وجود لكل من كان. أشعر أني أخف. لكن ليس بالمنعى الإيجابي ، أشعر أني لا أستند على شيء على الأطلاق ، كما لو كانت عملية البحث عن بديل لا تستهويني بعد الآن.

ربما رغبت اليوم بمهاتفة أحدهم. وأخباره أني مستعدة لخوض كل ما سبق مرة أخرى ، دون أي ارتباطات بشرية بأي مما أعمل. 

Friday, October 9, 2015

غربة

كنت أقوم بملء استمارة ما، حتى وجدت خانة علي ملؤها فيما يخص العرق، لائحة طويلة جداً. عجزت عن الاختيار او بمعنى أصح لم اجد الرغبة في ان يتم تصنيفي بناء على هذا البند، او ربما لم كن اعلم الى اي فئة انتمي،
في اخر اللائحة، كان هناك اختيار عن ما اذا كنت قد انتمي لفئة ما "مضطهدة " او " مهمشة " عمدا من قبل المجتمع.

رغبت حينها بشدة ان أجيب، لكن كنت اعلم ان لا وجود للإجابات كـ اجاباتي، اجابة تشبه كثيرا الشعور بالغربة لا الاضطهاد 
الاضطهاد فعل عمد، اما الغربة فـهو شعور سلبي تنتجه النفس ذاتها. كنت اريد ان أتحدث عن هذا الشعور الشبيه بالاضطهاد غير المتعمد، بان تشعر انك مهدد، ووجودك مهدد، حين تشعر انه من المستحيل ان تجد شخص ما آخر يشاركك واقعك. ان تجد انك مضطهد بكل ما تؤمن به من أفكار وبكل ما تتبنى 
كنت تريد ان اخبرهم كيف بدا لأمثالي من المستحيل ان يعبرو عن رأيهم في اي معتقد ديني كان او سياسي 
كنت اريد ان اذكر كيف هو صعب جداً ان تتمسك بأفكارك الخاصة فيما يخص المساحة الشخصية ، او فيما يخص ما يتم من خلاله تعريفي كـ أنثى او كـ امرأة 
كيف هو صعب جدا ان " تحافظ " على لياقة عقلك

امر يوميا تقريبا بلوحة إعلانات ، تذكر التعداد السكاني ، اتسآل كيف يمكن لهذا الرقم ان يتواجد حولي، فأشعر بالغربة المتزايدة يوميا
حين امر بتلك الملايين والاخط الوجوه المتكررة المختلفة يوميا، اشعر صدقا بالصغر، وحين اذكر الصغر فأنا اقصد صغر الحجم لا القلب

الانشقاق عن المسار يشيخ القلب، والغربة لا الاختيارية تجعل منك نسخة باهتة ، لا تتفاعل ، تلاحظ فقط.
امر يوميا بالحجم ذاته من الالم، المتسولين ، المشردين ، المختلين عقليا وحتى المختلفين
، أراه هو ذاته يومياً ،يحدث الفراغ وهو يتصبب عرقاً، يمسك بحذاء احدهم ويدلكه بعنف عله يبعث فيه رونقه من جديد. 
اشعر بغصة تحتجز حنجرتي، احاول ان أتخيل حجم خيبة الأمل المتسببة فيه، 
أتخيل عائلته ، وكيف كان ذلك الشخص في يوم ما طفل جميل يتمنى له الكل عام سعيد كل عام.