Wednesday, November 1, 2017

The Price

كثيراً ما اتسآل عن كلفة الحلم، وكلفة الواقع ..
الواقع رغم رتابته، اقل كلفة من الأحلام وأخف وطأة على النفس. 

كثيراً ما أتسآل عن ما كنا ندرك حقاً تكلفة الاختيارات .. والقرارات . والأحلام. كثيراً ما اتسآل عن كلفة الخوف ؟
ماذا خسرنا أمام حفنة خوف أو جرعة سعادة ؟
في أيام بثقل الأيام الحالية، أتسآل عن كل لحظات السعادة المنقضية .. هل كانت حقاً بتلك الكثافة التي تساوي ما ننفقه الآن من ثقل ؟
يبدو أن قوانين الطبيعة تحكم الموازين جميعاً... لكل فعل رد فعل، يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه

يبدو إنه علي أن أنتبه لقدر السعادة التي نرجوها ، فندرك حجم وكلفة وثقل التمني 

Tuesday, January 17, 2017

حيث أنا

لا أذكر كيف كنت قادرة على البوح، ربما كنت املك من الروح براحاً يحوي مفردات وأماكن شاغرة للبوح
لخلق الحديث، وأن كان هنا. لا أذكر كيف أصبحت على هذه الهيئة أفكر كثيراً وأصل قليلاً.. لا أذكر كيف تركت قواي تبدد يميناً ويساراً.. لا اعلم متى تركت ذاتي تنجرف كلياً لكل تلك المؤثرات.

لا أعلم متى توقفت عن الاستمتاع بالموسيقى، ولا أعلم كيف أصبحت أذرف دمعاً حين أرى لوحة جميلة أو بيت شعر متكمل. لا أعرف كيف أصبحت ألتقط صوراً فارغة، وأشعر بالثقل حين أرى صورة مؤثرة تستحق التوثيق.

لا أذكر كيف ومت ى ولمَ لم يعد يعني لي الماضي شيئاً، وكيف في الوقت ذاته مازالت عالقة هناك..
لا أعلم كيف نسيت ذلك الشعور، أن أجوب الطرقات بالسيارة أستمع لأغنية واحدة فقط طوال اليوم وفي عقلي حلم واحد فقط.
لا أعلم كيف أصبحت بلا خطط. 
لأ أعلم متى وكيف أمتلأت بكل هذا القدر من الخوف... لا الخوف من المستقبل، بل الخوف من فقدان الأمل. الخوف من استشعار الواقع، الخوف من المزيد من الامتحانات الصعبة، الخوف من المزيد من التعري والقليل من الزيف.

أشعر أني لست بالهيئة التي تمنحني من القوة ما يكفيني لعبور اخر الرواق. لا أملك من الطاقة ما يكفيني للوصول إليك، أو إلى أي أحد.
أنا هنا حيث لا أحد.

Wednesday, November 2, 2016

عودة

لماذا الآن؟
ولماذا هنا؟
ليس لأي سبب تحديداً سوى أني أدركت أني قد جُرفت كلياً حيث انا الآن دون وعي مني أو أدراك
مررت من هنا منذ بضعة أيام، ولمست قدر الأغتراب.كيف يمكن للشخص أن يختبر الأغتراب مع نفسه ؟ أشعر اني بعيدة كلياً عني ، بعيدة ان كل ما كان يصلني بي كـ شخص أعرفه.بالرغم من أنه علي الاعتراف اني سعيدة بذلك ، ألا أني ارتطم أرضاً حين المس في أي بوادر اقتراب من النسخة القديمة مرة اخرى.
مؤلم حقاً ادراك حقيقة كـ تلك، أن أكثر ما تخشاه صدقاً هو ذاتك.. أو صورتك الشخصية عن ذاتك.


Wednesday, August 3, 2016

منتصف الصيف

أخبرني أحدهم ان الايقاع البطيء يحتاج لقدرة اعلى على التوازن. وأن السبيل الأوحد للمثول دون السقوط هو الاستمرار في الحركة السريعة.
كنت احاول ألا أسقط. كنت أنجرف بسرعة هائلة في فيما تحمله لي الأيام، لا أكترث لأي تعب ولا أكترث لأي مؤشرات جسمانية توحي لي أنه علي التوقف.

لمَ أتوقف؟ 
كان من المرهق جداً أن اتوقف، أن أعي حجم تلك الضغوط وكل تلك الأمور المعلقة التي لا تعنيني في الاساس، لكني معنية بها.
اتذكر تلك الامسية، حين سألني أحدهم رغبتي الحقيقية فيما اريد ان أحقق.

"
ارغب أن أكمل المسير بأقل قدر من الألم الممكن. أرغب في تجنب الألم، أرغب أن أن تتوقف الفجوة التي تبعدني عن الواقع. أرغب في أن أحصل على أي اجابات.
ارغب أني اتوقف عن استقبال المزيد من المعلومات التي لا تزيد من قوت يومي سوى الألم.

كانت في اجابتي قدر كبير من " الاحباط " ، هكذا أخبرني. وهكذا تأكدت أني فعلياً لا املك أي آمال شخصية. 
فقط آمل أن احصل على قدر أكبر من السلام.

وفقط. 

Wednesday, June 1, 2016

Exhale

لا اعلم فيمَ استغرقت تلك الشهور المنقضية. ولا اعلم حقيقة ما اشعر به الآن. لست بحزينة على الاطلاق لكني اشعر بغصة ما، تجبرني على أن التفت لحقيقة اني لست بالصفاء المطلوب.

لأول مرة لا اشعر بالسخط على الادراك ، لا اكره حقيقة ان عقلي لا يهدأ.. لأول مرة لا اعبأ لما حدث واشعر بالامتنان لكل ما ممرت به من صدمات سابقة جعلت من هذه الكبوة ، خطوة متعثرة صغيرة.

لست بحاجتك ، ولم أكن يوماً بحاجة أي شخص آخر. كنت ببساطة افقتد للصحبة التي مازلت افتقدها.

الآن ، حين أنظر للفترة السابقة. لا افتقدك بل افتقد الصحبة .. افتقد الاحاديث ولا افتقدك.

كما لو كنت قد بنيت سياجاً منعني من ان انجرف تلك الهاوية معك.. ولأول مرة أنا ممتنة رغم ما قد يظهر من ألم.

Saturday, April 2, 2016

خوف

ربما لم أكن يوماً من الأشخاص ذي القدرة على الاجابة على الأسئلة  المحددة. لم اعرف يوماً كيف اصف الأشياء وصفاً دقيقاً أو اطلق اسماً موجزاً على مرحلة ما. 

وربما وصفك كان دقيقاً جدا، لطالما كنت أشعر اني املك شيئاً ما بداخلي على وشك الهروب.. فأكبته سريعا، كما لو كنت أحاول ألا أفقده.
لا أعلم أن كنت يوماً ستتفهم الوضع، ولا أعلم أن كان عليك أن تتفهم وضعاً معقداً كـ هذا. كثيراً ما أشعر أني أملك للبوح أكثر مما ينبغي ، اكثر من قدرتك على الاستماع واكثر من طاقتي على البوح. 
حين أبوح لك ، فأني أهديك مقدار ما أحتفظ به في راحة يدي، مقدار كافٍ لجعلك تمر مروراً سريعاً دون التعثر في تفاصيلي.

رسوت مؤخراً جداً بعد ان انفقت الكثير من التفاصيل التي اتسهلكت قدراً لا بأس به من روحي.

أنا الآن احاول تجميع الشتات، أحاول أن أحصل على ما قد فقد أثر الوقت.

 أخشى فقدان التوازن وان كان مزعوم ، اخشى فقدان احاديثك ، جولاتنا معاً في ذلك العالم الوهمي. أخشى تعرض تلك المساحة للواقع ، لواقع حياتي الذي تجهل.
أخشى أن يتآكل أثر التفاصيل وخيبات الأمل السابقة.
أخشى ألا أملك ارشادات التعامل مع اختلافاتك

أرغب في أن يمر الوقت بثقل أقل و بخوف أصغر 

Sunday, March 27, 2016

O2

لا تمر على لحظاتك، لحظة أخرى تشبهها

Tuesday, February 9, 2016

فبراير 9

كانت تراقب المارة من خلال زجاج السيارة وهي تتسآل عما تبقى من اليوم لينزاح بسلام. روحها مثقلة بالوقت، وفي الوقت ذاته كان الشعور بالذنب قد نجح في تآكل روحها. كان تتسآل عن  تلك السويعات التي هربت منها
في القلق.

فيم كانت تستثمر القلق؟
حين تقلق، انت لست بحاجة لأسباب. أنت فقط بحاجة لروح هشة. كانت تشعر أنها مفتقدة كل ما يصقل فيها ما تم تحطيمه عبر الوقت. كانت بحاجة لمناقشة مخاوفها، بحاجة لأن تخبر أحدهم ان لا طاقة هناك كافية لكتمان المزيد.

فيم تستثمر الطاقة؟ 
مرت أمامها سيارة مسرعة، يخرج منها مراهقين يهتفون لفوز فريق ما. 
تسآلت عم أن كان قد مرت عليها لحظة ما شعرت بها بهذا القدر من الحماس والإثارة ؟ الحماس الذي يفرضه عليك أن تكون جزءأ من الحشد.

ظلت تراقب المراهقين من خلف الزجاج. في انتظار أن تتحرك السيارة، قامت بانزال المزيد من الزجاج واستنشقت جرعة من الهواء كانت كافية لملء جوفها.

أجهضت محاولة بكاء كانت على وشك الهروب. وتنهدت.

Friday, January 29, 2016

Chapter IV

استغرق الامر عدة سنوات حتى يتضح. 
في مرحلة ما، قبل حوالي عشرة سنوات، كان يتم تعريفها ببضعة تعريفات ما كانت لتستغيها. كانت تعلم يقينا انها تكره كونها " الفتاة الجميلة المتفوقة ". لم تكن تشعر ان تلك الصفات ما تميزها حقاً ، لم تكن ترى ذاتها يوما جميلة قط. وكانت تعتقد انها طالما "متفوقة " دراسية فهي حتماً محاطة بحفنة من المهملين ليس إلا.
تغافلت عن كل مشاعر الإعجاب المحاطة، كانت تعتقد انها لا تستحقها. هي محاطة بهم لانها جميلة، رغم عدم ايمانها بجمالها فكان ذلك سبب عدم الاستحقاق. 
تنظر إلى هيأتها الآن ، وهي بالكاد ترى ملمح جمالي باهت، تنظر إلى وجهها في المرآة وتتذكر حقائب والدتها الجلدية القديمة. لسبب ما ، ثمة ارتباط ما بينهم. هي تشعر انها قادرة على استخلاص ما كان  يبدو جميلا فيما مضى ، كما لو كانت تزيح بعض من التراب لترى ما يختبيء تحته: الجمال. 
هي الأن ليست جميلة، وليست متفوقة على الإطلاق، ربما الوصف الأدق هو انها تحاول جاهدة ان تخرج بشكل غير مالوف خارج تعريفات الفشل. تحاول ان تبدو كما لو كانت تخطط لحياة ما، او كما لو كانت مكتفية بذاتها. 
ما يثير حفيظتي، هو ان تلك المرحلة هي الأقرب حقا لقلبها. هي تشعر ان تلك الصفات " تشبهها " بصدق. شيء ما كان جميلا وبدا باهتا . شيئا ما كان نابغا وبات راكد. الان هي وحيدة تماماً 
في الوقت الذي شعرت به بصدق بالاتساق. 

Friday, January 22, 2016

Habitual

 أحدى عاداتي السيئة التي لم أستند يوماً إلى مصدرها ، هي أني دائماَ ما أهرب من مسببات حزني بطرق تستشعر في الشعور بالذنب. 
احاول أن ألاحظ كل من هم أقل حظاً في الحياة، وأحدث نفسي أن صدفة تافهة كانت السبب الذي حال بيني وبينهم. عادة مثل هذه التكنيكات لا تنجح في أن تصنع مني شخص أكثر تصالحاً مع الحياة، بل تجعلني أؤمن أني لا أستحق أكثر مما أملك.
استمر في خلق مقارانات كـ مثل هذه، ومن ثم أحتمالات الحياة بعدها تنعدم تدريجياً. تصبح سقف طموحاتي مقتصر على تمشيط اليوم ، ومن ثم الأسبوع دون خسائر فادحة.

مررت منذ قليل بطفل دون العاشرة، يقوم بنزح المياه امام أحد الممرات في محل تجاري. جسد هش يحمل بالكاد وزنه ، قدماه داكنتان زرقاوتان من شدة برودة المياه. ينزح المياه بقدر عالي من الاتقان الذي لا يلاقى عادة بأي تقدير.
مضيت وأنا أتسآل ما أن كان مشهد كـ هذا رسالة سماوية ؟ ام صدفة عابرة.

أنا الآن عالقة في المنتصف، أعلم يقيناً أني أملك بعض مما قد يراه البعض قيماً. وأفتقد بشدة ما أراه أنا حيوياً. أفتقد ما أراه يقع خارج نطاق استحقاقاتي . أفتقد ما دربت نفسي يقيناً اني لا ولن أملكه.

لا أعلم كم من الوقت يمقدور الشخص ان يتعايش مع هذا القدر الراكد من الضجر، قدر صغير أضعف من ان يثير فيك نوبة بكاء وأكبر من أن يتركك بصفاء.


Saturday, January 9, 2016

ربما تكمن المشكلة في أني لا أرغب في الخوض في التفاصيل ذاتها مرة اخرى دون ضمانات.
كثيراً ما أفكر ماذا لو كان بمقدرتي التحدث بكل شفافية. أخبرك أني مازلت محطمة ، دون السماح لمساحة من الشفقة منك.
أخبرك أني هشة ، دون دعوى حماية منك. 
أخبرك اني متأزمة دون أن اثير حفيظتك.
ماذا أن بكيت يوماً دون سبب؟ ماذا لو اخبرتك  أني بحاجة لمزيد من الوقت للتخلص من الرواسب؟ ماذا لو أخبرتك بأمر أرقي المستمر.

تلك السويعات ما بين النوم واليقظة. تلك الدقائق التي تلي الاستيقاظ مباشرة  ، ماذا  لو تركتك تتطلع على الأفكار التي تنبت في مخيلتي حينها.

الأدراك المستمر لحقيقة كوني هنا، على هذه الهيئة ، بهذه التفاصيل تفتك بي.

أول ما يلحق بعقلي كل صباح، سؤال ما أن كنت سأتمر طويلاً في هذه الحياة؟ أم من مخرج.

Wednesday, December 23, 2015

حقائق آخر العام (1)

أتعلم ما أكرهه بصدق في الانتظار؟

هو أني دائماً ما أفكر فيما يرسبه علينا الوقت المنقضي ، وأن كنا سنتمكن يوماً في تمشيط تلك الرواسب أم لا.
ماذا لو لم تمنحنا الحياة الوقت الكافي للحديث عن كل ما مضى.

هل ستتمكن يوماً في تقبل الهيئة الرثة دون المرور بالأسباب؟ 
ماذا سيشفع لي ؟
هل عدد الساعات المنقضية في الانتظار؟ أم هي تلك التحليلات التي دائماً ما تثبت فشلها ، فتترك مجلدات ضخمة في خيبات الأمل.

أحاول ألا أثير الأنتباه، فأثير الحفيظة.
أحاول أن أبدو أكثر بساطة، لكني لست بسيطة.
ولست معقدة

أنا خاملة. 
مثقلة
ولم انجح في أزاحة غمامة الوقت المنقضي.

Sunday, December 6, 2015

حينها يوم ان غادرت السيارة، أخبرتك قبلها اني على ما يرام وان إلغاء بعض الخطط لا يعد مشكلة ضخمة، أخبرتك انه علي ان أقوم ببعض الأشياء وأني كنت بحاجة لان انهيها سريعا
لحظة ان رحلت، انفجرت باكية بشكل اوتوماتيكي، لم احاول ان اقاوم ، تركت الدموع تنهمر بسلاسة كما لو كنت اعلم اني بحاجة ان " انهي" تلك الفقرة، او كما لو كان علي ان أقوم بذلك الشيء " البكاء" وهأنذا أراقبه حتى ينتهي. 

توقفت لعدة دقائق على جانب الطريق، احاول فهم ما حدث، وكيف لموقف صغير جدا ان يفتك بي.  كيف تحول البكاء الانفجاري لعادة متكررة لا اكترث لها، فقط انتظر حتى تزول ومن ثم أمضي؟
لم اصل لأي اجابة، أدرت محرك السيارة ومضيت.

قبل قليل ، أنهيت التمرين بشيء من الرضا. كنت قبلها اساوم نوبة بكاء ما، فقمت باستبدالها ببعض العنف والرياضة.
حين غادرت الصالة، استقبلتني برودة قارسة، توقفت قليلا لأدرك اني اخيراً استمتع بالبرودة ومضيت خطوات حتى تذكرت تلك اللحظة حين غادرت السيارة وألغيت الخطط... 
لا اعلم كيف قام عقلي بربط تلك المواقف سويا ، لكني حينها ربما أدركت سبب لتلك النوبات الفجائية. 
افتقد للصحبة، ليس الا..

أتذكر منذ زمن ، قمت بقراءة مقال عن كيفية الاستمتاع بممارسة كل أنشطة الحياة وحيدة، قمت بحفظ ذلك المقال لقراءته ف العطلة الأسبوعية، وكعادة كل أسبوع، أقوم بالتوقف على المقال لثوان ومن ثم اعدل عن الفكرة 

لا ارغب في ان استأنس وحدتي، لا ارغب في ان اتصالح مع حقيقة اني اكتب الحروف هذه عوضا عن حوار حقيقي، لا ارغب في ان اتباهى بطهي لا يأكله سواي، لا ارغب في ان امارس حياتي كما لو كنت احاول اثارة اهتمام احدهم.
الوحدة لا يمكن ان تكون صديقة.

Friday, December 4, 2015

كنت قلقة. كنت أشعر كما لو كنت أرى  الوقت ينساب من يدي بسهولة وأنا لا أقوى على كتمانه في راحة يدي. أريد أن أخبرك ولا أخبرك . أريد أن أصبح أكثر قوة وأقل كتماناً. أريد أن أستأنف البوح دون أن أجور على حقك في الوقت المباح.أبتلعت الكلمات، حتى تمكنت من اجتياز حنجرتي.
أشجهت للبكاء، لأني حينها لم أعرف ماذا علي أن أفعل. حينها بدا البكاء كما لو كان الحرفة الوحيدة التي أتقن.ومن ثم ربت على كتفك ، لماذا ؟
لأني ببساطة شعرت بالشفقة عليك، لأني في محيطك. ليس إلا.


Friday, November 20, 2015

Saturday, October 31, 2015

لا ينمكنك أن تنجو من الخذلان، كما لا يمكنك أن تجنب نفسك من أن تقع في فخ الارتباطات الشرطية والأدمان.
شعرت اليوم بغصة، وبأني لن أتمكن من تمشيط تلك الضغوطات بالآليات ذاتها المتبعة كل يوم. هاتفتك بالفعل بشكل آلي ومن ثم تذكرت أني لم يعد بمقدوري فعل هذا الآن. ما يثير دهشتي أني لم أشعر بمزيد من الألم، ولم أشعر برغبة في البكاء، فقط تذكرت أن هذه المرحلة مرحلة حتمية يجب أن أمر بها في أي منحنى أنساني.
كثيراً ما أفكر ان كان بمقدوري أن أقوم بالتقاط صور فوتوغارفية ومن ثم المثول دون نشرها لك؟ 
هل سأغدو يوماً قادرة على ان أتذوق التجربة ذاتها دون تفصيلة النهاية ؟ هل سأجد ما أختم به القصة ؟ دونك؟

في هذه الأونة ، لست منشغلة سوى بأمرين. تحديد علاقتي بكل ما أحتاج فعلياَ و بكل ما سأحتاجه في حالة تخلي عن ما كنت معتقدة أني بحاجه له. ربما يمكني أن أعد ذلك استعدادات ما قبل الرحيل ؟أو الهروب ؟ ربما...
في مثل هذه الفترة تحديداً من عام مضى. كنت قد أعتقدت اني وجدت الملجأ والملاذ أخيراً. لكني الآن أعي تماماَ حجم ما أملك ، وأعي تماماً أهمية ذلك الصفر الضخم.

كيف أصبحت لا آبه لخيبات اللأمل ؟كيف أصبحت أتجرع كل ما أحب بدرجة عالية جداً من التوق؟ كيف صرت أترقب الخسارة من قبل ما أمتلك حقاً ما أزعم بأمتلاكه.
كيف اعتدت الخسارة بهذه المرونة؟ 

الآن ، حيث لا وجود لكل من كان. أشعر أني أخف. لكن ليس بالمنعى الإيجابي ، أشعر أني لا أستند على شيء على الأطلاق ، كما لو كانت عملية البحث عن بديل لا تستهويني بعد الآن.

ربما رغبت اليوم بمهاتفة أحدهم. وأخباره أني مستعدة لخوض كل ما سبق مرة أخرى ، دون أي ارتباطات بشرية بأي مما أعمل. 

Friday, October 9, 2015

غربة

كنت أقوم بملء استمارة ما، حتى وجدت خانة علي ملؤها فيما يخص العرق، لائحة طويلة جداً. عجزت عن الاختيار او بمعنى أصح لم اجد الرغبة في ان يتم تصنيفي بناء على هذا البند، او ربما لم كن اعلم الى اي فئة انتمي،
في اخر اللائحة، كان هناك اختيار عن ما اذا كنت قد انتمي لفئة ما "مضطهدة " او " مهمشة " عمدا من قبل المجتمع.

رغبت حينها بشدة ان أجيب، لكن كنت اعلم ان لا وجود للإجابات كـ اجاباتي، اجابة تشبه كثيرا الشعور بالغربة لا الاضطهاد 
الاضطهاد فعل عمد، اما الغربة فـهو شعور سلبي تنتجه النفس ذاتها. كنت اريد ان أتحدث عن هذا الشعور الشبيه بالاضطهاد غير المتعمد، بان تشعر انك مهدد، ووجودك مهدد، حين تشعر انه من المستحيل ان تجد شخص ما آخر يشاركك واقعك. ان تجد انك مضطهد بكل ما تؤمن به من أفكار وبكل ما تتبنى 
كنت تريد ان اخبرهم كيف بدا لأمثالي من المستحيل ان يعبرو عن رأيهم في اي معتقد ديني كان او سياسي 
كنت اريد ان اذكر كيف هو صعب جداً ان تتمسك بأفكارك الخاصة فيما يخص المساحة الشخصية ، او فيما يخص ما يتم من خلاله تعريفي كـ أنثى او كـ امرأة 
كيف هو صعب جدا ان " تحافظ " على لياقة عقلك

امر يوميا تقريبا بلوحة إعلانات ، تذكر التعداد السكاني ، اتسآل كيف يمكن لهذا الرقم ان يتواجد حولي، فأشعر بالغربة المتزايدة يوميا
حين امر بتلك الملايين والاخط الوجوه المتكررة المختلفة يوميا، اشعر صدقا بالصغر، وحين اذكر الصغر فأنا اقصد صغر الحجم لا القلب

الانشقاق عن المسار يشيخ القلب، والغربة لا الاختيارية تجعل منك نسخة باهتة ، لا تتفاعل ، تلاحظ فقط.
امر يوميا بالحجم ذاته من الالم، المتسولين ، المشردين ، المختلين عقليا وحتى المختلفين
، أراه هو ذاته يومياً ،يحدث الفراغ وهو يتصبب عرقاً، يمسك بحذاء احدهم ويدلكه بعنف عله يبعث فيه رونقه من جديد. 
اشعر بغصة تحتجز حنجرتي، احاول ان أتخيل حجم خيبة الأمل المتسببة فيه، 
أتخيل عائلته ، وكيف كان ذلك الشخص في يوم ما طفل جميل يتمنى له الكل عام سعيد كل عام.