Thursday, July 26, 2007

عن الجحيم ايضاً

لاتقولوا لنا ذات يوم صائحين عبر مكبرات الصوت
لا تقولوا لناذات يوم مفعم بزهر البرتقال والبراعم
وبأول خفقات الحب
بأنكم ترون أنه باسم الحق
بحرق الهيدروجين الأرض
وبأن الحيوانات والغابات تؤسس،
في سفينة نوح، الدمار
وبأن النار تنصهر في جماجم الخيول
وفي أعين الرجال
ثم عندما نصبح أمواتاًعندما تصبحون أمواتاً
ستُملون شرائع جديدة
ليس هذا هو الأمل الذي تعلنونه
أنتم الأموات
لدى موتنا
في غياهب الجحيم،
هنا.

Monday, July 23, 2007

ذكرى


لم اع ِبعد سر التصاق تلك الاحداث بأعماق روح الذكرى...
فلفراقنا سارت الطيور مهاجرة للبقع السوداء.....
من تلك السويعات وانا لااتنفس....
فكلانا يعلم ان رضاك يعطيني حق التنفس
حق ممارسة الغرور
كنت امارسك
بعشق ...بوهم .... بروح عابدة ...
وكنت تمارس انت الجنون
بألوانك الغامضة كالقدر....
كنت الاسطورة التي تجدها النساء في العطور....
كنت قصاصة متعة احتفظ بها بين وريقات كتبي...
كنت دائماً أتأمل لمعة عينيك البلورية ....
لكن كان لفراقنا الحق في البقاء

فجر



ارى خيوط الفجر في بداية تكونها ... كخيط حريري لؤلؤي اللون منزلق من بكرة عملاقة تلعب في غموضها عتمة الليل .
ارى تلك الخيوط في التزايد ... في التشابك... في التكاثر حتى تملأ الافق ...بلمعة الؤلؤ ... فأدرك انا بدوري بداية يوم جديد ....
اعتقدت ان الايام تدعم النسيان ... ان الانسان رهين الذكرى ... اعتقد ان الماضي سيكون مجرد لقطات فوتغرافية ...
لكني الان اراقب الفجر ... وارى صوراً نحتت في جدران الذاكرة.... كأنها حديثة العهد ... كأنها وليدة اللحظة ... لاأراني انفصل عنها ... لا اراني امتزج بغيرها ...لاأراني املك حاسة النسيان .... ولطالما اعتقدت ان الماضي دائما ً افضل ...
مراقبة الفجر... دليلي الوحيد اني مازلت حية ... مازلت اتابع الايام تسير ....مراقبة الفجر دليل اني مازلت حية ضعيفة تعيش وسط اكوام من الجرائد القديمة ... التي تقنعها ان الماضي دوماً افضل من الحاضر وان المستقبل دوما اسوأ من الحاضر ...
مازلت اراقب الفجر... مازالت خيوطه تتكاثر

كنقطة عتمة في الضوء

بإمكانِ كُلٍّ منّا.ألاّ ينامَ وحيدًا
لماذا لا تحرّكُ مقبضَ بابي في هذه اللحظةِ و
تدخلُ كضوءٍفي العتمة؟
تجلسُ إلى حافةِ سريري
تعيشُ أرقي
والقهوةَ
وموسيقى روحٍ تجلّتْ؟
لماذا لا تأتي
كنجمةٍ بردانةٍ
تختبئُ تحت لحافي؟
قلبي يتيمٌ
كنقطةِ عتمةٍ.في الضوءِ

لماذا لا تفاجئني
وتحرّكُ مقبضَ البابِ
فالستائرَ
فعدّةَ القهوةِ
وجهازَ التسجيل؟

لديَّ صمتٌ كثيرٌ
وبنٌّ رائعٌ
واسطواناتٌ مجنونةٌ
.أعرفُ أنّك تُحبُّها

بقلم : سوزان عليوان

Wednesday, July 11, 2007

سأكون مسروراً بتخيّل كلامك

تعال معي سأصنع لك الشاي ، حال تعبك . سأكسر لك بطيخة ، وقت عطشك . تعال لي بجسدك الشفيف و لا تخف أنا معصوم عن أجساد البشر
و مصرٌّ على شفافيتك لأنني مخذول من البشر تعال إلي سأرتب غرفتي سأستيقظ مبكراً أخذك معي إلى شوارعي ، إلى أمسيات رسمية للشعر تهدينا النعاس و سنضحك كثيراً معاً آن استقبال ليلِ الشارع و سندخن أذكرك أريدك شفيفاً لا أريد عروقاً أو لحماً لأن البشر خذلوني بنعاسهم عند نشوتي بصمتهم لحظة هوسي سأكون مسروراً بتخيل كلامك و بالبكاء على أحزانك بإعداد الطعام عند جوعك و سأبكي بهدير في الفراش معك . سيكون معنا كل شيء و خلفنا كل شيء و في لحظة انكساري النهائي سأطمئن على تخليفك ورائي
لأنك طيف و لن تحتاج أحداً
بقلم: بهجت المصطفى .

Tuesday, July 10, 2007

اعمى



تفرح لرؤية الفراشات بألوانها المتناسقة
وتميز ذلك اللون الماجن وسط الهياج الرائع من الألوان....
تعجب لذلك المشهد وتتأمل ابداعه...
لكنك لاتبصر الافق
لا ترى الشمس
بل اعجز من تنظر لغدٍ
لانك اعمى
فأنا أمامك كل تلك السنين
بكل ألواني...
ولم ترني.!!

هرب

تبدو كحفلة صاخبة... أو اجتماع بشري مزعج..... أو ربما هي مراسم احتفال لمناسبة اجتماعية شاملة ....
أقف وسطهم...
ملايين من البشر ... من الاجساد البالية ... الخمرية...
تبدو وكأنها تماثيل خشبية نحتت بمطارق...
اقف وسطهم....
وتحوم من حولي قرع الطبول... وموسيقى الجاز التي لا تناسب الموقف....
بدأت التماثيل تقفز... تتمايل ... تتأرجح ... بثقل ....
ثمالة ترقص ...على قرع الطبول...
ثمالة تتمايل ....بشكل منسجم ... لكن لا يناسب الموسيقى ...
أقف وسطهم....
وسط ذلك الهياج... أشعر بأن كل شئ يدور ...ببطء ...... كل شئ ثمل ... حتى النبيذ المنسكب..
لزج كأنه قطرات عسل .... أرغب بالصراخ....لأوقف تلك الضجة... صرخت عالياً..... لكن من دون جدوى....مازالت الاجساد ترقص..... بشكل منفر ... يخلو من الفن ..
كأنها تتألم ... أو تتصارع ...
وماذا ارى تحتهم.....؟؟؟؟
أفاعي تسير..َ!!!.. أفاعي تدور.... في حلقات لولبية ... أسفل الاقدام .. وتمر من خلال الاحذية دون ان تتأذى ...وقد خالط سم ألسنتها النبيذ المنسكب.....
ما ذلك المكان ... أي نوع من العذاب الإلهي هذا؟؟؟
ولما يبدو القمر قريباً...؟؟ كأنه رسول منزَل ... يتلو تراتيل إلهية .. ..
لكن ماذا تفعل تلك الطلاسم ...وسط موسيقى الجاز الصاخبة وقرع الطبول؟
لا أحد يسمع ....... لا أحد يكترث.......
أرغب بالخروج .... بالركض....من هذه الضجة الموحشة....
قالضجة تعلو ... وبحيرات النبيذ في التزايد... والافاعي تتوالد...
كلما ابتعدت ...كلما ركضت ...ركضت تلك الاجساد خلفي....
وتناقلت معي تلك المراسم البشعة....
أركض وتركض ورائي....
أهرب...
تلاحقني
تلاحقني
يبدو ان لا سبيل للهرب..

صدى



صداك كالنغمات ...
يحمل روعة الحب....
وروعة الحب... تكمن فيك
في صمتك ... في هدوءك...
لا في أبيات الشعر التي تسطرها اناملك الماسية....
حريق مشاعر....تقودني...لأرتمي في حضنك...
حيث نواة الجمال..... تسكنك...
أرى كل شئ جميلاً لحظة مكوثي بحضنك...
وبتلهف أسألك ...
ما ترى في؟؟
أأنثى جميلة ؟؟ ..... أم روح ليليكية؟؟؟
أنتظر إجابة...
ولا أحصل سوى على صمت ..
ذلك الصمت الذي أسرني وجعلني اعشقك ...
أتأمل كل مافيك .... كل ما فيك شديد الجمال ...
رائع القداسة ... كالبيوت العتيقة ...
ووجوه العجائز.... حكمة غريبة تكمن فيك...
في صمتك الذي يقتلني ويحرقني....
ماذا أمثل لك؟
أأنثى تشعرك برجولتك ؟ أم اغنية ممتعة ؟؟
أرى في عينيك بحور عشق... وعلى شفتيك الآف من الورود الليليكة التي لا احصل على أي منها
صوت وصدى...
داخل روحي ...يأمرني.. بأن أمضى و أصمت ..
ولكني... مازلت مؤمنة ان في حضنك الأوطان تجتمع ..
وفي عينيك سكرة الحب تولد ...

رحلة







(1)
في طريقي لهدفي ...
رحلة مميزة ... طريق سالك ...
أمل ...نشوة ... حماس.. يعتصر جسدي..
في طريقي لهدفي ...
كنت أفكر كيف سيكون المكا ن...
مكان دافئ .... هادئ ...مريح ..
أو ربما هو بحيرة بلون الفيروز ..
تسبح في زرقتها بجعات تسع ....
قد يكون المكان أشبه بمسرحٍ فخم رائع ...
على خشبته تتباري الدمى والأجساد ...
ولكن لا يهم كل ذلك حتماً هو مكان هادئ ورائع...
وستعزف فيه ألحان ونغمات من بيانو مكسور ...خالطتها الحان الماندولين او الساكس الحزين..

(2)
وصلت.... أخيراً
الآن انا هنا ... أمكث حيث اريد ..
كما توقعت مكان هادئ ...لا يوجد فيه سواي..
هدوء:
حيث لم يكن بحيرة كما اعتقدت
حيث لم يكن مسرحاً كما تصورت ...
وحدة:
حيث لا توجد دمى من حولي ...ولا راقصات على المسرح او حتى باليرينات..
صمت:
صمت سبب العجز.... ولا وجود لألحان
لا وجود لبيانو او ساسكس حزين... او حتى عود المندولين !!
حسناً اذن ... انا الآن في مكان هادئ وصامت ..ولا وجود لبشر سواي
تبدو وكأنها............
مـــــــــــقـــــــــــبرة؟؟؟؟؟؟
(3)
حمقاء أنا....كيف لم ألاحظ...
الأجداث.؟؟.. الجماجم الفارغة ؟؟
تتثاءب ... فالوضع ممل جداً هنا ...
جثث هامدة ....أشلاء متناثرة ...
عظام مفرقة ....
بكتيريا تنهش وتهجم ...بقايا الجلد والدماء...
آثار دماء؟؟؟؟
ولكن كيف لطالما اعتقدت ان الموتى تغسل قبل الدفن ؟...
عجيب حقاً...أنها مقبرة ...
حقيقة .. متسعة للملايين من البشر
متسعة للبشرية بأكملها....
آلاف الجثث حولي...مرعبة ...
أجساد نساء عاريات ... بجانبها رجال....
رغم ذلك لم يثير أي منهما الآخر....
مكان مرعبٍ حقاً...
ألمح رمق الأرواح.... الملايين منها تحوم حولي...
أشعر بضجر...
مكان دمر كل توقعاتي....
دمر كل خططي لرحلاتي....
(4)
عفواً اعذروني .... لا انتمي لهنا....
اتخذت القرار سريعاً
وأحكمت الحبل على رقبتي دون تريث ...أو تفكير ...
لذا قمت بتجميع أشلائي....
قاومت البكتيريا من حولي....
تأكدت من اكتمال وحدتي العضوية...
كامل جسدي ..وأجزائي...
شكراً أيها الموت ...فأنا لا أنتمي لقصرك البالي ... ولا لحديقتك الدامية ...
(5)
أسير كالطفلة ... تائهة... خائفة ...خائبة ...
بعد رحلة فاشلة ...
أفكر في أمكانية العودة....
أسير في دهاليز لولبية ساخنة ... تحوي لهب من نيران حامية
لا يهمني ....لا أكترث..
أريد العودة...
أريد العودة فحسب...
(6)
نهاية المطاف ... آخر المطاف
وصفي لنفسي ...بقلمي:
أقف على قمة تلة .. معتدلة المناخ ..
ألمح طيوراً غريبة أعلى رأسي تطير
تسبب ازاحات نسبية...لخصل من شعري...
ألمح تحتي ...من فوق التلة... مشهدين...
نيران حمراء..ملتهبة ..تحوي أجساد عارية .. تلتهب ....تحترق ...تتفحم..
وألمح مشهد آخر... حلبة مصارعة ...
وبشر دمويون ... يتصارعون...
بينما أنا أقف... وعلى الاختيار!!!!
هكذا أخبروني .. عندما رغبت في العودة ...علي أن اختار بين المشهدين..
حياة ام موت
موت ام حياة
حياة ام موت
موت ام حياة...
ضيق وضجر...ولكن على ان اقرر ... حياة ام موت....؟؟؟؟؟؟
فجأة اختل توازني...
هوت قدمي..
أراني اهبط
اهبط
اهبط
إلى أي المشهدين؟ ... لااعلم ؟
ألمح اجساد تتبارى ... وتحترق في نفس اللحظة!!
نيران وحلبة سباق....!!
كفاح وعذاب... في آن واحد ...
ماذلك ؟ اهو حياة ام موت ؟ ام الاثنين معاً؟
مهلاً .... ماذلك الألم ..؟ ماتلك الأفكار؟
لا يهم ... حتماً هو التردد ... نعم التردد ليس إلا...
ولكن الآن على أن اختار ...
قبل أن اترسب...
فمازلت .. أهبط
أهبط ...
أهبط....

نحو الضوء:


لعب الشيطان بفكري.....
استحوذ الشيطان على عقله .....
عانقت أصابعي يده...
ودعوته...
فتعجب! ... فأنا غريبة ... وهو غريب...
لكن غايتنا واحدة....
نحو الضوء ...
نحو النهار...
قلت : انها خلف الستار...
قال : بل هي وراء الجدران ....
قلت : فلتنزل مظلتك السوداء...
قال : بل تبتعدي عن المجرة العمياء...
أنزلت الستار.......
مازال الضوء باهت ...
حطم هو الجدارن ...
مازال الضوء خافت ...
أنزلت المظلة السوداء....
ورغم ذلك مازلت العتمة تسود المكان...
فسرنا في تناغم ...
في مسيرة ..
لخلف المجرة ...
لكننا لم ندرك شعاع ضوئي ...
لم ندرك سوى الظلام ...
فإندهشت انا ...
وابتسم هو ...وقال: " ما الضوء سوى هنا _ مشيراً لقلبي_ "..!!!!

نص بصري في رثاء الازرق الجامح


في شاطئ الروح ملتحما أخضرا نافرا، دائرة حمراء تلتف‘ زهرة
للموت. سلالم الأصفر غابة، تبتهج لسبي بغداد في زمن اللازورد. تام
تتا م تتتام تتتتام وليل كصهوة للنساء والانام تام تام، تام تام،آه
غابة أحلامنا ليلك أرجواني، برزخ، فردوس، شعاع متصوف يرمم ذاكرة
أجسادنا، فلم نعد نجتاز الحدود باتجاه الشمس. وكنت تسألين: هل تتوهج
غابة أحلامنا في الخريف أم هي روحها تخطف أمامنا هائجة فنحتمي
بأشجار السرو؟ نلتف كعباد الشمس، نسجد، نبارك حجر النار وبنفسج الجنون،
فيزهر القمـــر والقداح والليلك الأرجواني بطفولتنا. انت ما انت إلا
نار و هواء و تراب ندفن فيه، انت ماانت إلا غابة أحلامنا، لكنك نسيت
همس شكسبير لنا وهو يترائ من شئابيب مطر عاصفته الجحيمية التي صب غضبها على:
راس شيخ خرف... باننا
مادة كالتي تصنع الأحلام منها، وحياتنا الضئيلة تحدها نومة من طرفيها
او (ان نعبر ذلك الليل البارد الذي سيحيلنا الى بهاليل ومجانين)
هل تصدقين؟ وأنت ما أنت... يا سيدة المراثي؟ لكنك صرخت ودون التفاتة:
منك لكي نبارك جباهنا بتراب الملائكة
أيتها الأحلام ماذا فعلت بنا، كالمرايا تتهشمين تحت أقدامنا. من
ذا الذي أهداك القمر حتى تستبدليه بمكان القلب ايتها الغانية؟ وتظلين
انت سيدة المراثي وزينة الصحارى، وفي سنوات البدء تتغنجين امام مذبح
القربان، انه حلول اللعنات او التطهير الذي يشبه الديثرمفوس الاغريقي
او مأتم عاشوراء. هل قلت ماتم اليونانين وعاشوراء الشيعة. أم شيعة
عاشوراء ويونان المآتم.
المكان ليس فراغا، انه فضاء مملوء بالرموز و الشعر كملاءة الشبق الالهي،
تلتف كالافعى بعيون ميدوزا في زمن كمراة الفضاء والمكان والصمت والصراخ
والفحيح واللواعج وتعاويذ السحرة واكفان الموتى وابدية البحر وشمس التائهن
وغزارة السيول في الجزائر، هناك وقفتُ عاريا ووحيدا امام مرآة الله النقية،
فيها يسمع الظلأم ويرى الصمت، كالهروب في المنفى الكبير. عاريا
امام الله في تلك البلاد التي امست ظلاما وملاءة للملائكة الذين اصطحبوك
واقفين بانتظارك عند سفح الجبل لاتدعهم ينتحبون تماثيل ميرو و ألام التي
ولدتك والتي تقذف اللحظة إلى ساح المدينة. وصرختِ انتِ ككاهن سو مري
يرسم شارات البلدان البعيدة في الذاكرة المنسية، ويشغل المسافرين للمجرات
الأخرى.
فانسيتيني بان شيخي اوقفني في احدى المجرات العاصفة المجنونة وهي في
طريقها نحو الابدية عندما تراى لي من فوهة بركان تنحني امامه ثلاث خيول
بالوان مختلفة.
قلت: ماهذا البركان؟
قال: هي الدنيا وحالها.
قلت: ومن هؤلاء الذين يصرخون فيه
قال: الحساد لانهم غير مبدعون.
قلت: وما هذه الخيول التي تبدو مباركة؟
قال: الابيض هو الماضي
والاخضر هو الشعر
والاسود بغرته البيضاء في جبهته هو المستقبل.
وهي لك تمتطيها متى تشاء وفي أي وقت تشاء. فاختر ماتشاء، لكن احذر
انها اخف من الهواء.
وعندما رأى حيرتي وضع في يدي خاتم.
قال: لاتفتحها واحذر الجهلة، لان الجهالة تستعصي عن الادراك.
فجاة طهرتني الريح من غبار الدنيا وانا امام مراة الله، وحيدا، عاريا
متكئا على جرحي، منفيا، صابرا، غاضبا من اصحاب الدماء الباردة والضحك
الغليظ من اؤلئك الذين تخلوا عن جلودهم، ويلحسون الان آثار اقدام كاهنة
معبد المومسات المقدسات، لانها ترمي لهم بلا مبالاة شئ من ذهبها. وأنت
ما أنت ياسيدة المراثي. في تلك اللحظة في ذلك الغروب الذي يعود فيه
التائه الى بيته، والابن الظال يبحث عن ملاذه، والاب الغاضب عن مغفرته،
ادركت بانها ستمنحني القدرة على مسك الريح. فحمحمت الخيل ولعقت جسدي.
او جثتي لا اذكر.
و في تلك اللحظة نبتت لي جناحين خضراوين وطرت في فضاء مظلم و الخيول تلاحقني،
واجنحتها الخضراء كالسيف تشق الظلام تحمحم وتزبد، تزبد وتحمحم،
. تحمحم وتزبد، وتصرخ ايها الغريب لا تنسى الخاتم، لاتنسى، لا تنسى.
يالهي،يالهي أي عذاب في هذا الكون المريع.
اما انتِ، رثيتيني بآهاتكِ:
تكمن (طاقة الجنون في القدرة على تخريب العقل وتشتيت الوعي، لكن السلطة تأت
من
رجاحة العقل.) وسلطتكَ في العدم و في رؤية ضباب الغابات فجرا وتنباتِ
(هنا ساحتك ولن تتركهاابدا)
ولدتكِ ومتِ، وفي سنوات المنفى ولدت من جديد، وفي فضاء اللمبو انتظرت
ملائكة القدسي، عندها رضعتك شياطين الجالا وعلمتكِ... أن الايجاز صنو
العبقرية. فإرسمي موتكِ بالحذف من الوجود المكثف وليس بتخليدة
وفي اللمبو ايضا قلت كل حي فان، وكل فان حي، وكل حي، وكل فان..
وقبل ان يتكلم الحكيم، عليه ان يفكر بما سيقول. (أهذا هسيس الاماكن
الثرثارة) ام هي النار المقدسة في فناراة البحر، أم شيزوفرينيا الذات!
المقدسة ام هو القلق واليأس في الحياة، القلق؟؟؟ القلق هل هو موت
ام هو مرض حتى الموت ام حتمية الوعي بالموت. هل هي شيزوفرينيا العصــــــر.؟
ام الوجود، ام كهفي المطل على ملاعب الدنماركيين في شمال الكوكب. ام
هي قطط الحضارة الميتة، أم هي الجيفة التي زرعناها في حدائقنا الفارهة
منذ زمن بعيد، أم السوسة (الناخرة في طبيعتنا لتحقيق شر جديد.) يالهي
ياالهي، ماهذه اللغة الساحرة؟ كأنها شارات هستيريا الروح وهمس الذات
المؤمنة ـ المعذبة، ام هي غناء شياطين الجحيم.
ايها الحكيم... ايها الحكيم المتلفع برداء الرؤيا والذي مازال يشهر
أبدا عصى الغضب صارخا بنا:
(ماذا تعني الحقيقة او الحياة) إن لم تكن العيش من اجل فكرة الحقيقة
هل هي مصعد من زجاج شفاف.!!
ام هي الحب المطلق في المتناهي واللامتناهي ام هي لعنة الغيرية؟ أم هي...؟
لكن ألا يستر الحب كثرة الخطايا؟؟؟
ام انكِ تودين ان تخلقي جحيمك على الارض...... ألم تكن الحقيقة هي
التي نبحث عنها في جحيمنا.؟
. ايها الحكيم الدنمركي اغفر لنا وعلق ارواحنا على وتد الخيمة
أجل مظلما كان شبابي
واني لنادم... اندريه جيد
ياغابة أحلامنا!
كم من أرقام وردية متلألئة،
(1) توقظ إبراهيم زاير
في فضاء الله،
ماسكا عينيه جوهرتين
ويعاين قطيع المخصيين
من نافذته،
وأحاسيسه المختلفة الأزمان،
طيور
غرقى في غربة البنفسج.
في أزمنة الذاكرة
أو
في كون صحراوي
في بلاد سومر اعتلى سلالم البرزخ متباهيا بغليونه الفضي بعد أن سرق فينا
الحلم. يا صوت النار كن دليلي في هذا العماء... المخصيون،
المخصيون، يتناسل المخصيون مبتهجون. وتتسائلين كساذجة تحلم بالنجم الساري
لماذا هم مخصين؟
آه غابة أحلامنا!! كمان معتوه من لعنة اللهاث في فضاء الكوكب. حروف
الله تجلي صدأ الذات، فيستباح الملك الطاووس في كونه الأخضر. وتتمرا قرنيه
وقلادته في واجهات المخازن.
آه غابة أحلامنا!! الأزرق ملتو، الأخضر منساب، الأبيض دلالة ألا معنى
لا يبرحها. واللؤلؤ في البحر يستفيق على قرع الطبول. آه غابة أحلامنا
أرقام ملتفة بخصر زنجي مبارك!!،
يتصوف بجنون اللوحة. والليلك الأرجواني.
ازرق
أحمر
أخضر
ابيض ناري
اللعنــــة.
كابوس الذئاب في ساعة التنبؤ
وانتظرنا
خمس ساعات أمام القمر البهي،و الذكريات المجهولة، مرمية في الطريق.
خطفت ضلالنا تائهة
في الضفاف الأخرى. خمس ساعات لانتظار الليل الرمادي. في درب الموتى،جلست
أيقونة خضراء، متلفلفة بسهوب الصحراء، مكتظة بالأسرار و أقنعة السحر وليل
التعاويذ. أي امرأة تنتظرني، أي حروف تتطاير كالوهج في منفى الروح. ؟
أي أحلام؟ ضاعت في السراب النائي.
هل ارتبك الليل و مسدت الحرب شعرها، وولجت مرآة الجنون.؟
ما لذي تبقى إذن، غير همس الماء في بئر الزمان ؟ وأنتَ متلفلفا في غابة
الجسد البنفسجية. عنيدا في صحراء النهار، منتظرا هودجا يحبو في الإبتهاج.
دع أشياء الذاكرة ينتابها المس، تزحف، تثقب جماجم الجند الممسوسين ببقايا
الحروب. دع الأشياء تنهض،تتعثر، مرمية في شلال الجنون. دع روحك مرآة
للهمس. دعك من خرائب الأشياء وتوجس غيبوبة الحرب. دع ذاكرة الليل للفجر،
دعابة البشر المنسيين. دع الأشياء تتهرأ، تتشكل حلزوناً للذاكرة،
زهرة النسيان. دع الزمن ينساب في أقيانوس اللوحة. التوهان. دع كل
. هذا فثمة كابوس، ينتظر في الشرفات
الموت… انه أهم الأفكار إطلاقا. هنري (باربوس)
لكن ألم يكن هو الحقيقة التي نبحث عنهافي جحيمنا؟ (هذا ماعلق به فاضل
سوداني بعد ان وضع حياته على راحة يده وسار مفتونا بين الاصدقاء يتامى الفراغ)
لأخرج وحيدا، أحمل نسري وأوهامي،حيث الحكمة جذلة، وامرأة تنتظرني في ذاكرة
الليل. أبواب لم أوصدها، ألغاز نست مفاتيحها، شعراء تسكعوا طويلا للذكرى.،
رهبان صلوا طقوس النسيان، ومذابح مجّدها الزناة
كشبح يجوب المدن الخربة والحقول البهية في الفصول الهائمة، ملتفتا نصف
إلتفاتة إلى ماضيه وساخرا من عصره. شاهدته في ظهيرة الزمن عابرا حدود
الصفر عاري الجبين، متوغلا في غابة البرزخ الفاصل بين الحياة والموت.،
بين زمن اللامبالاة وأشياء العدم
أسرع، أسرع، كالبحر كان شفيفا، غبار الطلع في عينيه، ندى. ربان البحار
المنسية والسفن المحملة بالأحلام والزمرد، فنارات لقداس البحر. حيث الحوريات
يهمسن، صدى لإمرأة خضراء تغتسل بنور الفجر.
أسرع، أسرع حالما يُمتهن الظل، سيكون شقاءك جنون العذارى.
أسرع،
أسرع،
مددت يدي نحو البحر.
أي ظل، شدني في المحطات الصامتة.؟ عبر خطفا ذلك الذي كنت اعرفه
من كوابيسه. كان يوقظ الكلمات في الليل من خدرها ويرميها في القمامة،
نهارا. أي ظل شدني… أي ظل كان؟ أي ظل… أي ظل شدني
أي ظل كان أي ظل…
ظل... ظل،
ظل، ظل؟
همست الثريا في الليل الوحشي، فامتلأ الجو برائحة غريبة. القمر قدر اللحظة،
والزمن مرآة الأبدية، حالما تحنو الشمس على البحر، ساعة الشفق. وفي
الغسق أضاع قناعه، أفقت على بكا ءه فأشار إلى مرآة مرمرية في القاع،هنالك
توسد قلبه الغَيَابَة. رتب شؤون بيتك قبل أن تموت.
الحيتان سخرت من موته،
من موته،
موته.
غنت العذارى المتبتلات في الأفق الملتهب.
هل سبيت الجثث المتزينة في رحلتها البحرية.؟
ظل عبر جثتي، تحول نبوءة
الأقمــــار المنســــية
تركني ملاك الزمهرير ساعة ضجره في شمال الكوكب، و في كوبنهاكن استباحت
شياطينها حقل الذاكرة، هناك تهب ريح الشمال كزجاج يتطاير في الظلام،
وفي الفجر ينساب وجهكِ على بحيرة الماضي، يضيئني، لينهض النهار من حفرته
الأبدية، يتطهر بنوره ويسخر منا. تهب ريح الشمال فيتوهج جسدك، بما تبقى
من خرائب الوطن.
تهب ريح الشمال، فيهيم الغجر في الصحراء، شارات أسطورية، يبحثون عن أسمائهم
وكالبرق يسرقون خيول الزمان من أجل رقصة الملوك.
تهب ريح الشمال فتذكرني زهور الليلك برائحة الماضي وجسدك البليل،حينما تفيقين
دبقة.
فأهيم برائحتك وتبتهج مدن الماء.
ياريح الشمال خبريني،
أما زال حارس المدينة يقرع باب الموتى في الليل الذي ينتظرنا، لنمر سوية
في الدروب التي يضيع فيها كل عاقل، ويهيم كل مجنون في حقل ذاكرته.
خذ وردة الندى في الصباح ياعدوي
اصطفيت الحزن،
والحلم أعاد للقديسين رونقهم.
وانت ترقص والمهرج على حبل الوهم، في مسرح المرايا. كتبت ميثاقا، وأهديته
مسارات الروح.
دعاني للنزهة في مملكته، لم نجع، لم نعطش. كان ظمئ كالموت، ونور كاللهيب
وفي غفلة انسابت كلمة صوفية ملتهبة من مسارب أبواب البرزخ نحو الأقمار.
المنسية.
خذ وردة الندى في الصباح، خذ زهرة اللوتس، زهرة النسيان، خذ نار الصحراء،
وتعال نمنح العالم وهما مقدسا، قمراً ناعسا، حالما تحنو الشمس ساعة الظهيرة
في ظلمة مرتجفة أضاع قناعه، وعلى بكاءه أفقت. أشار إلى مرآة الأبدية.
في القاع، هناك تحول قلبه حمامة بيضاء توسَدَت البحر.
يا زهرة اللازورد.
تهمس سيدة الغنج ضجرة على كرسيها الذهبي. كي لا تغني بلغة الأزهار والأشياء
هام ظلها كطائر الآلام في الغابة البنفسجية. في هذا المنبت قادها.
خيلائها إلى التنبؤ.
يا كوكتي.
وين،
أختي….؟
أني أتوسل إليك،
أن تذكر جميع آلامي، أتوسل إليك.. أتوسل…كانت تغني.. وتغني
يا لهذه اللغة السحرية.
انحدر الغرباء خلف سيدة الوهم مخمورين بظل الحلم،
صراخهم في الهاوية صدى،يحذرون الشمس خلف التلة.
ملتاثون بالغناء، مبتهجون كأقنعة الأرامل. ضلوا الطريق حتى تواروا
في اللهيب.
كل حي يحارب الفناء في روحه
يا طائر الآلام،
أتوسل إليك أن تذكر جميع أحلامي، أن تذكر آلامي
أتوسل إليك.
كانت تغني وتغني…
يالهذه………
عد من رحلتك الضوئية
ذاكـــرة المــرآة
تماديتَ في ليل الذاكرة كمرآة الوجد كالبحر يتغزل بطفولته، يضفر أمواجه ليبارك
العذارى.
وأنتَ كالتائه تبحث عن ظلك،هل كنت ظلاً له، أم ظلاً لذاتك؟
استيقظتَ في متاهة المرآة كالماضي وانتظرت جمهورك أيها الممثل، ياعدوي
ويا قدري.
حلمـتَ حتى تلفع ظلك في الليالي الغافية، الليالي.. الليالي، أمام
قمرها جدفت به.
وفي الخريف الذهبي، ندمتَ، فهبط المشردون سلم الهاوية.
تململ أشباه الرجال في مرايا المسرح مكبلين، وحالما رأوا أقنعتهم تتلألأ
في كرات الثلج
دخلوا غابة النسيان. يا لعنفوان المشهد هل كان خيالاً أم كابوسا؟.
فتاة الشمال تساوم ملائكتها في مدن ٍ تمسد كلابها شبقاً.
أيها الشمال أيها الشمال هل رهن الشعراء خيولهم في هذا الوادي؟
يفتتن اللؤلؤ بجماله ليترك انطباعا في الشمس. يا لسذاجة القمر! و براءة
الغابات والمدن الحالمة.
البرزخ
هزأ الصيف بنا في الشفق، وضرب الخريف بجناحيه عيون غرقى البحر حتى لا
يعبروا الراين.
وعند دجلة قلما تنتظره المتبتلات.
اللعنة
كم من أطياف الحناء ُتخفق لتوقظ الصبايا، في القصر. فوق الكرة رقصت إحداهن
سقطت
فقدت ذاكرتها اتفض بيكاسو خلف الأبواب.
مر شبح في المقهى الليلي يبيع سيوف، فتيل قنابل وعيون أطفال. حذرنا من
البحر المفتون بحيتانه
راقصا.
أيتها الليالي
كم يأسنا من المساء آت السرية!.
أين خيلائك
أيتها الليالي؟.
تنزهنا على ضفاف الفرات فجراً وعندما هممنا بالعبور،عاد الغرباء مشياً إلى
سوق المدينة،
ليبادلوا جماجم اسماك بتعويذة لخطوبة الدكتاتور المتكئ على باب الجحيم حتى
يشاهد لوحة العطش للأسباني ميند س. أيتها الطبيعة لا تخذلينا فالمساء
غاضب. هل كنتِ طبيعة صامتة
أم أن امرأة الأحلام غٌيبت في ذاكرة المرآة؟. وأنت ما أنت يا سيدة المراثي
أه أطلقي سراحي من هذا العناء؟
ــــــــــــــــ

د. فاضل سوداني / كاتب ومسرحي عراقي مقيم في الدنمرك

Monday, July 9, 2007

صفقة مع الموت



رغم الصفقات الفاشلة المتسلسلة مع الموت ....
حيث اني لم ارد ان اموت عجوزة ...
زحفت التجاعيد على وجهها ...
وخالط الرماد شعرها ...
ماتت الحياة في قلبها قبل ربع قرن ...من موتها ....
رغم تلك الصفقات الفاشلة...
مازلت اسير بحثاً عنه ..وافتش في توابيت حياتي ...
عن موت ناضح ... لم يتطفل .. على اي حياة بعد....
لمَ لم يدركني؟ لمَ لم ينتبه لي؟...
رغم اني يتيمة اللحظة...
يتيمة كل الازمنة منذ ولادتي....
لم تكن الحياة مقصدي...
رغم كل تلك الصفقات الخاسرة ...
لم يبلغني الموت بعد....
فأنا لست حية ....لست ميتة... لست بجائعة...لست بظمآنة ...
فالحياة ليست لي.... لا أشعر بتلك اللحظات ...
لم يكن يوماً الوقت في صفي...
فمازلت انضج ...
والموت لم يبلغني بعد ..
ولكني أيقنت ...
أنه سيبلغني...
لحظة أن اتخلى أنا عنه ....