Wednesday, December 3, 2008

صباح الأشياء المتشابهة


لا أريد أن أراك تعبر حزني ويديك صفراً خالياً أنصت الآن .، لم تعد المسألة كبيرة لهذه الدرجة ... فقط أريد أن أبوح بكل المسائل الذاتية لا الشخصية ..، دون سبب أريدك أن تشعر بها ! يأستني الأحلام مؤخراً ..فأنا لم أعد تلك البيضاء التي تليق بكل درجات اللون الوردي الخاص بالأحلام ..إلا أني لست ملطخة ... فجروحي بلا دماء..وتلك أكثر الجروح ملاءمة لظروف الطقس... لم أعد أدمي بأختصار لأني لم أعد أثور وصرت أتذوق أشياء مختلفة كنت أكرهها مسبقاً ... صرت أتقبل حمام الصباح بماء بارد أسمع تكسر قطراته على ظهري ..لمجرد إني أشعر بالكسل أن أقوم بتجهيز حمام ساخن من قبلها بـ قليل ...! صرت أشرب قهوة الصباح بقليل جداً من الحليب .. رائحتها تذكرني بك! أشتاق لكل عاداتي السيئة القديمة ..إلا اني لم أعد أمارسها ... تقبلت كوني متوقفة عنها .. رغم إنها أول ما تنبه عقلي في الصباح .. وأول ما تودع ذهني ليلاً....

بإختصار صرت دمية بلاستيكية * صينية المصنع .. رديئة... تأملت شعوري أمام الكثير من المواقف .. لم أغضب ، لم أخزن ..، لم أثور ولم أعبأ ... في ثانية هجرنتي كل المشاعر الانسانية ... صرت بلاستيكية ...لأقصى درجة ، أستيقظ صباحاً لأستقبل كل الأشياء المتشابهة .. وكل الوجوه اليومية بملامح واحدة جامدة جداً ... حتى حين أتشاجر ..أعلق بجملة بسيطة قصيرة عادة ما تعبر عن الأسف أو عدم الأهتمام ..أترك الأشياء تثور ومن حولي ...أتركها .. وأنسحب ..

لم أعد أتحمل أي جموع بشري ...قبل عدة أيام أصبت بدوار بشع لأني كنت مضطرة أن أحتجز وسط مظاهرة في الجامعة .. كنت أشعر أن العالم كله أصبح حولي ..وإني اختزلت كل تلك المساحات الواسعة من الصحاري والوديان أمام عيني ..بكل الألوان .. شعرت إني أرى الكرة الأرضية كلها تدور بي بقصى سرعة تصفعني بأشكال ووجوه عدة ...! شعرت إني أريدهم أن يشعروا بما تركوه بداخلي من كل تلك المشاعر السلبية علهم يقتنعوا ويتفرقوا ..فيتكرونني للفراغ ...

أصبحت أرى أي مكان يحتوى على أكثر من شخصين ..مكان مزدحم .. ! صرت أكره أي وجه بشري يسألني لمَ أعد كما كنت من قبل ؟ لطالما كنت هادئة لا صامتة؟

وما الفرق ؟ ! باتت الأمور كلها الآن سيان ! انتظرت طويلاً لأعي ، لأفهم أنهم يسيرون على نهج واضح جداً مريح جداَ ويبسيط جداً ... يمكن لأي بشر بسيط نهجه .. بل ويمكن لأي كائن ذو تكوين أحادي على مستوى الخلية أن ينهجه أيضاً... سواي ...! ببساطة لأني لست بسعيدة مطلقاَ ..! صرت أشتاق من الآن لتلك الفتاة الهادئة لا الصامتة !

أخشى من نفسي أكثر من أي شيء آخر ..أخشى لحظات أصاب بها بجنون لحظي ... يحثني على أن امارس تصرفات لا تصدر من شخصيات كرتونية حتى ! صرت أخشى ان اخرج بنقود كثيرة .. تكفي لشراء تذكرة سفر، أخشى أن أشعر برغبة حقيقية بترك العالم والرحيل .. فأفعل !
قبل 4 أيام ، لم اكن بحاجة لشراء شيء معين .. أو حتى الخروج من المنزل ..إلا أني أردت السيارة وصرت أمشي بها في شوارع عدة لم أزورها من قبل ... بسرعة أعلى كثيراَ مما ينبغي على أن أقود بها ! لم يكن الأمر خطراَ ...ببساطة لان لم يكن يمر في تلك الشوارع أي بشر سواي.... ! كل الخظأ الذي ارتكبته حينها أني لم أعرف طريق العودة...! مواقف كـ تلك تظل عالقة في ذهني لـ عدة أيام .. ! ماذا لو هربت حقاً فجأة في طريق لم يسلكه أحد سواي من قبل! ؟ حتماً سأقف منتصفة الطريق ...جاهلة بمستقبلي وغير قادرة على العودة!

تصرفاتي الخالية من المنطق صارت تسبب لي رعباً حقيقياً ..فـ بالأمس استيقظت مبكراً جداً على غير العادة .. وكان علي أن أذهب للجامعة .. إلا أني لم أذهب ...ببساطة لأني فتحت النافذة وصرت أتأمل رجل ستيني بسيط يقوم بـ طلاء دراجة هوائية تخص ابنه او حفيدة لا اعلم ..! لكني صرت اتأمله .. حتى الساعة الحادية عشر والنصف ، بدا جميلاً جداً .. في طقس بارد قليلاً... وراديو يدير أغاني سورية قديمة ، يدندنها ببساطة وهو يعلق شرائط زرقاء على دولاب العجلة ..باتقان شديد وحرص ..تمنيت لحظتها أن أكون أنا هو ..أو حتى حفيده ..لأسعد بشيء مماثل

الاسبوع الماضي ...أوقفني ضابط مرور..يسألني عن رخصة القيادة ... ظللت فترة جامدة صامتة ...دغدغتني نوبة ضحك بشعة .. إلا اني تجاهلتها ..كنت أريد أن أخبره إني لست قانونية لهذا الحد ..لا رخصة قيادة ..لا أحمل بطاقة شخصية ..وببساطة تجاهلت تاريخ جواز السفر المنتهي ...

في تلك اللحظة ، تقاذفت في عقلي أفكار مجنونة عديدة! ...أولاَ: أن أخبره بكل سذاجة إني لاأحمل أي رخصة!

ثانياً: أن أوجه له قدر من السباب الغير مبرر أن يتكرنني وشأني ويمضي.، فـ الشارع مليء بالمخالفين غيري

ثالثا: وذلك كان أقربهم لي ، أن أدير السيارة على أعلى سرعة وأتجاهل وجوده وأجتاز كل من أمامي.ولا أكترث لأي كائن وأن كان أنا

أخبرته ببساطة اني أملك رخصة بالتأكيد ... فتحت حقيبة يدي .. وأخرجت رخصة القيادة التي تخص والدتي - التي تكبرني بـ سبعة وثلاثين عاماً - وببساطة قدمتها له، أنزلت النظارة الشمسية قليلاً لأظهر له عيني ! ... سألني بقدر كبير من الذوق المبالغ فيه ..عن سبب تأخري في أخراجها ...رددت بكل جرأة اني أعاني من دوار بشع وصداع نصفي مستمر لمدة 3 ايام .. وأفكر حقاً في ان اوقف سيارة اجرة واترك السيارة الخاصة بي هنا! قابلني رده بذوق أكبر أنه على استعداد لتوصيلي ... شكرته ..وسحبت منه الرخصة ومضيت ..

انتابتني نوبة ضحك هستيرية بشعة لحظة عودتي للمنزل...صرت أضحك بشدة ..لا عليه ..بل على نفسي...وعلى تلك المخلوقة التي أصبحت عليها مؤخراً ... وفي نفس اللحظة صفعني رعب وخوف حقيقي وجم ..ورحت أتأمل النافذة حتى غفوت

!



ليس على كل الدمى البلاستيكية أن تكون جميلة : *


4 comments:

Anonymous said...

so u r a plastic doll,with a core made of God.God is good.God is beautiful.God is feeling.God is,well,God!

Dont worry,im not an "obsess murderer" ,i just realy appreciate finding a "human being" ,thank u for existing :) .may u find happiness,may u find the calm-not silent-u.
thank u again

mirage said...

hhhhh . ur funny by the way !
thnx :-P

Anonymous said...

عارفة حاجة
حلو لون الروج الاصفر بتاع العروسة
مرة حطيت روج اصفر
بس من قلم ماركر
واي شادو
كان شكله وحش فعلا

mirage said...

انا مرة حطيت روج ازرق في حفلة مدرسة 3 ثانوي !!!
بس مش من اي شادو..
من مصاصة دراكيولا :-D