" أيها المدى أنت شديد الضيق هذا المساء "
الجو شديد البرودة ... وأنفاسي كلها وحروفي تصدر بخاراً صغيف أبيض ، يتناثر في الهواء ، لا جديد في الجو البارد أو في الشديد البرودة .. لكن مع تزامن البرودة وأجواء هذه الأمسيات ..أتذكر قبل خمس سنوات ... حين أجتمعنا كلنا في العيد ... أصريت أنا على السفر فقط لـ أربعة أيام ..أيام العيد فقط ، لا أعلم لمَ يذكرني الوقت الآن بتلك الأيام ..رغم إني في المنزل ذاته منذ سنيتن ..إلا أني أذكره الآن كما لو أني قد وصلت لتوي ...أشعرإني في تمام الحين .. بل والنصف ! أشعر إني أرغب لأن أنتمي لتلك العائلة التي لطالما كرهتها .. تسكن امام منزلنا ..في موقع يجعلني مضطرة كل مرة ان أراقب حياتهم رغماً عني ... عائلة بسيطة جداً .. ومنزلهم أقل من البسيط...أراهم الآن وهو يحضرون الطاولة .. ويقترضون كراسي إضافية من الجيران... طفلهم الصغير الذي كنت دائماَ ما اعتبره معاق ذهنياَ .. الذي يرى العالم كله مزدحم سوى سيارتي ليجلس عليها كل يوم صباحاً لينتظر الحافلة ... أراه يحمل برميل بحجمه تماماَ ممتليء بالأغراض .. ويبدو أن كلها للزينة وللعيد ... رغم كرهي الشديد له .. ولآنه ينتمي لـ طائفة الأطفال أيضاً إلا أني تمنيت أن أكون أحمل أي حقيبة بحجم حقيبته أي كانت محتوياتها طالما إنها ستشعرني بهذا القدر من الفرح والنشوة ... كان جميلاً في نظري للمرة الأولى... !
لا يبو إني أحن لتلك المواسم بقدر ما أحن لكل شيء قديم ... كانت المشاعر تلعب فيه الدور الرئيسي... بعيداَ عن كل تلك البرودة التي أشعرها الآن ... بعيداً عن كل تلك الأميال التي تفصلني الآن عن ما كنت عليه سابقاً ... تبعدني عن الجمال .. بقدر ما تبعدني عن الراحة والدفء ..
المقهى المجاور لمنزلنا .. أقرب مقهى من حيث هنــا ... ربما أعتبر فترة زمينة كـ هذا قليلة الحدوث ... ويبدو أنه أراد أن يترك ذكرى لطيفة يتذكرها الآخرون كما أتذكر أنا كل التفاصيل هذه أيضاً ... بعيداَ عن تزيينه للواجهة الخارجية بأجواء ممتعة حقاً ... و دمية عملاقة للسانتا كلوز ... خصص كل كوب شكولاتة ساخنة للمرة أولى مجاناً بمناسبة العيد ... مشهد كـ هذا تمنيت أني أحمل كامرتي لأقوم بتصويره ... كمية هائلة من الأطفال بزي المدارس مجتمعين حوله .. وكل منهم يحمل كوب صغير أخضر اللون وبه نقش احمر وابيض ، وبالتأكيد يحمل قدراَ من الدفءء اللابأس به ... وقد تخلى سطحه عن مقدار بسيط من مياهه على شكل أبخره جماعية تشكل مشهداً رائعاً ... وسط كل تلك الضجة ، وقعت عييني على فتاتين ..تخبر أحداهم الأخرى أنها كتبت قائمة طويــــــلة من الطلبات لـ سانتا كلوز وانها محـــرجة بحق منه ! .. يا الله ! أماازلت كائنات كـ هذه متوفرة على سطح هذه الأرض ؟
كل شيء كنت أراه قبيح في شارعنا صرت أرى فيه قدر عملاق من الجمال ذلك اليوم ... يبدو أن البهجة هي التي تصنع الجمال .. حتى " خميس " الرجل المختل .. الذي يدعى الكل أنه مصاب بداء العظمة ويعاني من " مانيا" شديدة وهوس لدرجة أنه يعتقد أنه نابليون ! بدا لي ذلك اليوم جميلاً وغير مؤذ على الأطلاق ! هاديء بسيط ... يمشي كـ عادتة وأنفه في السماء ولا يرى الشارع أمامه ، إلا أنه كان يحمل طفلاً بدا سعيداً بدمية السانتا كلوز !
و...
ومن ثم أمضي متجاهلة الكل ، أصعد السلالم نحو المنزل ... وأعرف إني للمرة الأوى لن أجد البهجة بالداخل كما رأيتها خارجاً ... وأعلم إني سأعود لأرى المنزل مظلماً ..وسأنير حيث أمكث أنا فقط ... أراقب البرودة والجو المثلج الذي يجعل أطرافي زرقاء وتعاني من الـ
vasoconstriction
وانا أرى النوافذ مفتوحة والستائر متهيجة من الرياح الباردة ... أعلم إني لن أغلقها ... وبالرغم بأنها تشعرني بعدم الأمان إلا اني سأتركها علي أرى مشهد أخر يشعرني إن البهجة مازالت تزور أشخاص ما..ومازلت النشوة تسكن القلوب
!
* يبدو إني سأغادر المنزل تاركةً ملاحظة :
جئت ولم يكن أحد هناك
كـ الغرباء تماماً
لا يبو إني أحن لتلك المواسم بقدر ما أحن لكل شيء قديم ... كانت المشاعر تلعب فيه الدور الرئيسي... بعيداَ عن كل تلك البرودة التي أشعرها الآن ... بعيداً عن كل تلك الأميال التي تفصلني الآن عن ما كنت عليه سابقاً ... تبعدني عن الجمال .. بقدر ما تبعدني عن الراحة والدفء ..
المقهى المجاور لمنزلنا .. أقرب مقهى من حيث هنــا ... ربما أعتبر فترة زمينة كـ هذا قليلة الحدوث ... ويبدو أنه أراد أن يترك ذكرى لطيفة يتذكرها الآخرون كما أتذكر أنا كل التفاصيل هذه أيضاً ... بعيداَ عن تزيينه للواجهة الخارجية بأجواء ممتعة حقاً ... و دمية عملاقة للسانتا كلوز ... خصص كل كوب شكولاتة ساخنة للمرة أولى مجاناً بمناسبة العيد ... مشهد كـ هذا تمنيت أني أحمل كامرتي لأقوم بتصويره ... كمية هائلة من الأطفال بزي المدارس مجتمعين حوله .. وكل منهم يحمل كوب صغير أخضر اللون وبه نقش احمر وابيض ، وبالتأكيد يحمل قدراَ من الدفءء اللابأس به ... وقد تخلى سطحه عن مقدار بسيط من مياهه على شكل أبخره جماعية تشكل مشهداً رائعاً ... وسط كل تلك الضجة ، وقعت عييني على فتاتين ..تخبر أحداهم الأخرى أنها كتبت قائمة طويــــــلة من الطلبات لـ سانتا كلوز وانها محـــرجة بحق منه ! .. يا الله ! أماازلت كائنات كـ هذه متوفرة على سطح هذه الأرض ؟
كل شيء كنت أراه قبيح في شارعنا صرت أرى فيه قدر عملاق من الجمال ذلك اليوم ... يبدو أن البهجة هي التي تصنع الجمال .. حتى " خميس " الرجل المختل .. الذي يدعى الكل أنه مصاب بداء العظمة ويعاني من " مانيا" شديدة وهوس لدرجة أنه يعتقد أنه نابليون ! بدا لي ذلك اليوم جميلاً وغير مؤذ على الأطلاق ! هاديء بسيط ... يمشي كـ عادتة وأنفه في السماء ولا يرى الشارع أمامه ، إلا أنه كان يحمل طفلاً بدا سعيداً بدمية السانتا كلوز !
و...
ومن ثم أمضي متجاهلة الكل ، أصعد السلالم نحو المنزل ... وأعرف إني للمرة الأوى لن أجد البهجة بالداخل كما رأيتها خارجاً ... وأعلم إني سأعود لأرى المنزل مظلماً ..وسأنير حيث أمكث أنا فقط ... أراقب البرودة والجو المثلج الذي يجعل أطرافي زرقاء وتعاني من الـ
vasoconstriction
وانا أرى النوافذ مفتوحة والستائر متهيجة من الرياح الباردة ... أعلم إني لن أغلقها ... وبالرغم بأنها تشعرني بعدم الأمان إلا اني سأتركها علي أرى مشهد أخر يشعرني إن البهجة مازالت تزور أشخاص ما..ومازلت النشوة تسكن القلوب
!
* يبدو إني سأغادر المنزل تاركةً ملاحظة :
جئت ولم يكن أحد هناك
كـ الغرباء تماماً
No comments:
Post a Comment