Friday, January 29, 2016

Chapter IV

استغرق الامر عدة سنوات حتى يتضح. 
في مرحلة ما، قبل حوالي عشرة سنوات، كان يتم تعريفها ببضعة تعريفات ما كانت لتستغيها. كانت تعلم يقينا انها تكره كونها " الفتاة الجميلة المتفوقة ". لم تكن تشعر ان تلك الصفات ما تميزها حقاً ، لم تكن ترى ذاتها يوما جميلة قط. وكانت تعتقد انها طالما "متفوقة " دراسية فهي حتماً محاطة بحفنة من المهملين ليس إلا.
تغافلت عن كل مشاعر الإعجاب المحاطة، كانت تعتقد انها لا تستحقها. هي محاطة بهم لانها جميلة، رغم عدم ايمانها بجمالها فكان ذلك سبب عدم الاستحقاق. 
تنظر إلى هيأتها الآن ، وهي بالكاد ترى ملمح جمالي باهت، تنظر إلى وجهها في المرآة وتتذكر حقائب والدتها الجلدية القديمة. لسبب ما ، ثمة ارتباط ما بينهم. هي تشعر انها قادرة على استخلاص ما كان  يبدو جميلا فيما مضى ، كما لو كانت تزيح بعض من التراب لترى ما يختبيء تحته: الجمال. 
هي الأن ليست جميلة، وليست متفوقة على الإطلاق، ربما الوصف الأدق هو انها تحاول جاهدة ان تخرج بشكل غير مالوف خارج تعريفات الفشل. تحاول ان تبدو كما لو كانت تخطط لحياة ما، او كما لو كانت مكتفية بذاتها. 
ما يثير حفيظتي، هو ان تلك المرحلة هي الأقرب حقا لقلبها. هي تشعر ان تلك الصفات " تشبهها " بصدق. شيء ما كان جميلا وبدا باهتا . شيئا ما كان نابغا وبات راكد. الان هي وحيدة تماماً 
في الوقت الذي شعرت به بصدق بالاتساق. 

Friday, January 22, 2016

Habitual

 أحدى عاداتي السيئة التي لم أستند يوماً إلى مصدرها ، هي أني دائماَ ما أهرب من مسببات حزني بطرق تستشعر في الشعور بالذنب. 
احاول أن ألاحظ كل من هم أقل حظاً في الحياة، وأحدث نفسي أن صدفة تافهة كانت السبب الذي حال بيني وبينهم. عادة مثل هذه التكنيكات لا تنجح في أن تصنع مني شخص أكثر تصالحاً مع الحياة، بل تجعلني أؤمن أني لا أستحق أكثر مما أملك.
استمر في خلق مقارانات كـ مثل هذه، ومن ثم أحتمالات الحياة بعدها تنعدم تدريجياً. تصبح سقف طموحاتي مقتصر على تمشيط اليوم ، ومن ثم الأسبوع دون خسائر فادحة.

مررت منذ قليل بطفل دون العاشرة، يقوم بنزح المياه امام أحد الممرات في محل تجاري. جسد هش يحمل بالكاد وزنه ، قدماه داكنتان زرقاوتان من شدة برودة المياه. ينزح المياه بقدر عالي من الاتقان الذي لا يلاقى عادة بأي تقدير.
مضيت وأنا أتسآل ما أن كان مشهد كـ هذا رسالة سماوية ؟ ام صدفة عابرة.

أنا الآن عالقة في المنتصف، أعلم يقيناً أني أملك بعض مما قد يراه البعض قيماً. وأفتقد بشدة ما أراه أنا حيوياً. أفتقد ما أراه يقع خارج نطاق استحقاقاتي . أفتقد ما دربت نفسي يقيناً اني لا ولن أملكه.

لا أعلم كم من الوقت يمقدور الشخص ان يتعايش مع هذا القدر الراكد من الضجر، قدر صغير أضعف من ان يثير فيك نوبة بكاء وأكبر من أن يتركك بصفاء.


Saturday, January 9, 2016

ربما تكمن المشكلة في أني لا أرغب في الخوض في التفاصيل ذاتها مرة اخرى دون ضمانات.
كثيراً ما أفكر ماذا لو كان بمقدرتي التحدث بكل شفافية. أخبرك أني مازلت محطمة ، دون السماح لمساحة من الشفقة منك.
أخبرك أني هشة ، دون دعوى حماية منك. 
أخبرك اني متأزمة دون أن اثير حفيظتك.
ماذا أن بكيت يوماً دون سبب؟ ماذا لو اخبرتك  أني بحاجة لمزيد من الوقت للتخلص من الرواسب؟ ماذا لو أخبرتك بأمر أرقي المستمر.

تلك السويعات ما بين النوم واليقظة. تلك الدقائق التي تلي الاستيقاظ مباشرة  ، ماذا  لو تركتك تتطلع على الأفكار التي تنبت في مخيلتي حينها.

الأدراك المستمر لحقيقة كوني هنا، على هذه الهيئة ، بهذه التفاصيل تفتك بي.

أول ما يلحق بعقلي كل صباح، سؤال ما أن كنت سأتمر طويلاً في هذه الحياة؟ أم من مخرج.