بينما يهزأ العالم بـ عقلي ، وباتت الكائنات كلها " تطير " ، بعد أن نما لها أجنحة ، لم ينتبه أحداً لقدر الإيمان الذي كان قد نضج بداخلي ،
أن العالم بداخلي بدأ بالانتهاء لتوه :
اليوم : هي نفس رسالة الأمس .... رسالة فاخرة ، وأعتذار لطيف - لمخلوقة أعتادت الأعتذارات - فـ بات الأعتذار تقليد ، فقد لونه ، وبالخط المتأمل ، كُتب : عفواً ، لقد طرقت الباب الخاطيء
, ومن ثم عليك المحاولة
ولا أي خطوط متأملة بعدها ، .... بالأمس أقتنيت نفس تلك الرسالة أيضاً ، لكنها اليوم مغلفة بنكهة سخرية واضحة
" ومن ثم عليك المحاولة " :
كما لو كنت لم أحاول من قبل
، ...،
القرار لدي ، لا يتطلب ميلي الخاص له ، ولا عقل سليم يحكمه ، أعرف ان القرار لن يختمر تماماً إلا أذا استسلمت كل الأوتار لنغمة واحدة
محاولة لصنع المستحيل :
الآن انا أحاول أن أتحايل على ما يسمى بـ " القدر " وكأنه فشل في محاولاته للسيطرة على البشر أجمع ونجح فقط علي ... الآن أحاول أن أبدأ ولو لمرة واحدة من اجلي ، من أجلي انا فقط ، ومن أجل كل تلك القيم التي أفتقدها ، وكل تلك النكهات التي نسيت رائحتها قبل أن انسى طعمها ! لأجل كل تلك المرات التي تناسيت فيها أن أبصر نظرة عينهم تجاهي ، وأتعلل بـ جهل إني لست معتادة وفقط ، ولا علي أن أنتظر منهم أي شيء ، فأنا مازلت " مفقودة " بداخلي
عادة، ما تفقد الأشياء معناها حين تمارس بشكل شرعي ، تقليدي ، وانا الآن ما إلا " ممارسة " لكل تلك الاستراجيات التي خلقت ووضعت من قبل أن أتنبأ بسوء الحالة ، لذا لا جدوى من إدعاء الأمل ، ولا جدوى من إدعاء الابتسامة ، لأنها لا تولد فرحاً لو يولد من قبل
ولا تصنع شمساً لم تشرق ... لا جدوى من البروزاك ... أيضاً ... إلا إذا تركت عهداً إني سأستخدمه بشكل غير شرعي على الأطلاق
وحينها ستكتمل فائدته بداخلي ..
الخلاص :
كم يلزمني من النفاق ، لأستمر في تلك الأبتسامة ، التي بسببها كرهت كل المرآيا؟، كم يلزمني من الصدق، لأخبر الجميع أني لم " أختمر " بعد ، وعذراً على كل هفواتي ؟
إلى أي مدى ، ستتحمل روحي مزيداً من " الفراغ " لأمتليء بالتفاهات ، والأحلام الخائبة ؟
إلى أي مدى ، سأتمكن من الحفاظ علي كـ كائنة تتنفس ؟
إلى أي مدى ؟
Photography : Nicoline Patricia Malina