Wednesday, June 4, 2008

جلاكسي


كنت اتعجب جداً له وانا اراه يبتسم ابتسامة لا افهم معناها وهو يجلس على كرسي خشبي عليه نقش فيل ... ومغطى بشال مطرز تطريز هندي فاخر ممزوج بلون قرمزي وأخضر فاتح ... كان يدعي انه خاص بأمرأة زارته في مرة ... ويدعي ايضا انها تعمدت نسيانه .
كثيراُ ما كنت اشك في انه يعرف الحضور... أو انه يعرف كل شخص حضر السهرة ...
تلك السلوكيات جعلتني اشك .. في أنه يذكرني في كل مرة أقوم بزيارته فيها ...
نعتني بالمجنونة الحالمة ذات مرة ... حين سألني ما إذا كنت ارغب الزواج بشاب ذكي أم شاب ذكي ووسيم ...
لم تكن اجابتي بها قدر كبير من النضج او الحكمة بل كانت سريعة كـ قذيفة مدفع خرجت لتوها من فمي ... فـ علقت بضحكة قصيرة : أريد أن اتزوج رجلُ يشبهك ....

صمت قليلاً ... بعد ان نعتني بتلك الصفات ... وقال بفم يملأه الثقة : الرجال الذين ولدوا مثلي ... لم تتحملهم الحياة ليعيشوا,... فلم يتحملوا جشعها ...
بعد تلك اللقاءات بأيام قليلة كنت قد بدأت بارتداء كنزات ذات أكمام قصيرة وألوان فاتحة ...وخفيفة ... وكانت قد بدات الشمس تستعيد نشاطها بعد بياتها الشتوي. ...
نادراً ما كنت اتحمل الصيف بذكريات ... فـ كنت سريعاً ما أنهي عامي الدراسي ... واغادر البلاد ...
في تلك المرة وقبل السفر ترددت كثيراً ... في أن اودعه ... ماذا اذا لم يظهر لي قدر معقول من الاهتمام الذي أرجوه ... ؟
كنت أخاف تجاهله لي ... دوما ما كنت المس تجاهل واضح في عينيه تجاه النساء وكأنه يمارس الغرور والكبرياء بشئ من الاكتفاء من ذلك
النوع والصنف من النساء .
كيف كنت أراه رمز الكمال ؟ في حين هو يراني ابنته ؟
يمر الصيف سريعاً ... بساعات النوم الكثيرة اثناء النهار ... بسهراته الممله ليلاً... ولا نخرج منها سوى بذكريات صغيرة ممزوجة بطعم العرق والملح على بشرتنا الخمرية ...
مع بدايات أيلول ... أستعد للعودة مجدداً ... وانا اراقب بعيني كل تفاصيل يومي.ببطء وحتى لحظات الوداع ومن ثم أغادر...
أحدى المرات كانت الاخيرة
حين عدت ... ووجدت شقته تسكنها عائلة صغيرة المنشأ من الفلبين ... يلقون التحية بكثرة ... ويبتسمون طوال الوقت
لم أحزن مطلقاً عليه ... فأنا لم أقع بغرامه.. كما أني لم أرتاح فراقه ...
وكأنه كان قطعة شكولاه تذوب ببطء في نار فمي ...أجدها دائماً كلما أردت القليل من الشعور بالمتعة ...
خشيت السؤال عنه ... فقد كانوا ينعتوه بالمجنون أو المختل...
وقد اتهمه البعض انه لص عظيم ... لذلك هو دائم التنقل ودائم التخفي....
للحظات كثيراً ,.. تمنيت لي الجنون بنكهته ... وتمنيت أن يذكرني ... كـ أمرأة ... لم تتناسى شالها المطرز في مملكته

2 comments:

بعد الطوفان والجو شبورة said...

مررت من هنا .. قرأت كلماتك و رأيتها و رحلت مبتسماً

Vera said...

يبدو الامر كطيف لا يمكن ان تنس لونه

اشتاق اليكي كثيرا:)