كثيراً حين يؤلمك شيئاً ما حد الموت ، تتحدث عن كافة المواضيع والتفاصيل التي تحوم حوله ، ولا تتطرق له مطلقاً
كما لو كنت تعرف أنك خُلقت بـ مناعة أقل كفاءة من تقبل الخوض في تفاصيل " الــفــقـد "
لأول مرة أشعر أن كل تلك السطور التي ملأت كتب الأدب والشعر والروايات المستهلكة عن الفقد ، وعن تلك المساحة الخاوية ، كانت مجرد وصف " فيزيائي " لعملية الفقد ، هو بالطبيعة خلو مكان ما من أثر قد كان يشغله .
ما أشعر به مختلف ،
يشبه إلى حد كبير الغصة .. أو بمصطلح أكثر استفزازاً الـ suffocation
لن أترك التقليدية تستدرجني للأتكلم عن تفاصيلك التي مازالت مقيمة معي ، أو عن المواقف التي تصفعني كلما ممرت بك ، أو حتى روائح العطور التي تفضلين .. كلها نهج بالي للتقليدية في الوصف ، فقد أثره .
ببساطة ، بداخلي رغبة قوية في نسف الزمن ، أن أعود جينياً سلبياً غبياً مدلل إلى حد التطفل ، في بطن أمي .
حتى لا أختبركِ ، فـ أعتادكِ ومن ثم أفتقدكِ.
ذات مرة ، أفشيت سراً للحزن ، كان سراً عنك ،
لم يملني ، ولم يرحل ...