في هذه الأيام أحاول أن أكون صديقة ، مطيعة ... وشخص ما يبتسم ،
أضيع ساعات النهار بالنوم لأنجنب الأفكار ذاتها المتعلقة بالمستقبل ، بالماضي ، وبالحاضر " أنـا " التي أصل ما بين النقطيتن
لا أذكر متى كانت آخر مرة أرسلت لك برسالة في منتصف الليل أخبرك اني خائفة ، لا يعني ذلك اني شفيت من خوفي ... ربما كان يجدر بك أن تخمن جدلاً أنه تفوق علي .
توقفت عن ممارسة الرياضة ، لآني ببساطة لا أستطيع الذهاب للنادي ، لأني صرت أكره سيارتي ... ولا أقوى على تصليحها ، أو لا أرغب
كما أني لا أرغب في أن التهم كل تلك الكمية من الطعام ، لكني أستمر في ذلك ، ولا أرغب في قضاء طيلة هذه المدة دون مهاتفتك لكني فعلت
لسبب ما ، انا أفعل كل الأشياء التي أكره ، وأتردد كثيراً في فعل ما أرغب حقاً في فعله ... ! لماذا ؟ لا أعلم
كثيراً ما أشعر أني لا أستحق نهايات أنا أحددها ، أو أني لا أتخيل ذاتي في مكان ما ، رغبت به مسبقاً
ماذا لو لم أعرف كيف أكون سعيدة ؟ ماذا أني وقفت على تلك الحافة أتسآل كيف سأقوم بأتقان هذا الدور أيضاً؟
،
قضيت الأيام الماضية بعيدة عنك أستمع للعجوز اليساري ، يحكي لي قصصاً عن واقع بات أبعد من التاريخ بالنسبة لي ، عن موسيقى تبدو لي غباراً وعن قيم وأفكار لا أتخيل لها أرضاً بعد الآن
تبخرت كل الأفكار حولي ، وأنعزلت كلياُ عن ما يحكيه ، وبقيت في رأسي فكرة واحدة : قضي عمره كله يحاول صناعة حياته ، وتذكرني في الوقت الضائع من عمره
لم يتذكرني حتى ، بل فرضت عليه ربما
بدأت المأساه كلها من فكرة ، أني أردت أن أكون مطيعة ، ربما لم أكن أهلاً لهذا الدور العظيم ، ربما يجدر بي النزوح من أعلى خشبه المسرح ... وأترك المشهد خالياً لعازف التشيلو القابع في الزاوية ليحدد النهاية