Saturday, June 6, 2009

------

أتعلم كم عدد الحروف التي أدونها ومن ثم امحيها ؟ اتعلم كم من الفجوات يمكن لكل تلك التراكمات أن تصنع ؟
أنا لا اعلم لم أكتب تلك الحروف ولا اعلم لمن أوجه صيغة الخطاب تلك ، لكني ببساطة بحاجة لتلك العادة الملعونة ، بملك كل الخانات الفارغة والبيضاء بملوثاتي
أرى الطيات التي كنت لطالما تعمدت أن أتجاهلها تنبثق فجأة امامي ، وأجد ايضاً أن لا مرفأ لي سواك ، ومن داخل صميمي لا أعلم ما الذي امنحني كل تلك الهالة من الأيمان بضرورة وجودك
ربما أنا تعمدت أن أبقى تلك الكلمات ، في جعبة تمارس الأختفاء وتحافظ على امكانية الظهور مجدداً كلما أستيقظت صباحاً ووجدتني مازلت أتنفس وأوجد تلك الأسئلة والمشاعر المضطربة ، لذا قررت ان أعد تلك الحروف او الكلمات الموجهة لا لـ أحد على الأطلاق ، أو ربما لكل الأشخاص الذين أعرف يقيناً أنهم فقدوا أيماناً ضخماً بكل تلك الحروف ، أو ربما المشاعر أيضاً او توقفوا عن قراءتي
لا يمكنني أن أتماشى مع فكرة الفشل المسيطرة على عقلي ، في كل شيء وحيال أي أمر ، واهم تلك الأشياء ، السلبية المطلقة التي أدعها تتكاثر على حساب أنفاسي كل يوم
شيء ما مفقود ، ربما قدرتي على التعامل بـ أحد الأشكال التالية : التناسي ، الرضا او اصطناع السعادة ومن ثم الشعور بها حقاً
كم شخص مدرك معنى تلك الحروف ؟
صفراً ضخماُ ؟
أو ربما لأن لا معنى وجد لكل تلك الكلمات ، فعادة المشاعر لا تهتم بخلق معاني واضحة ، فقط هالات من المخاوف والوساوس ونسف الوقت على حساب كل تلك المشاريع التي قد تولد يوماً
لا يمكنني أن اقع باللوم على أي شخص ، أو على أي ظرف أو على أي شيء على الأطلاق ، فأنا ذاتي لست بمتأكدة بما يقودني إليه شعوري ،
انا شخصياً توقفت عن قراءة ما أكتب لأني أعرف مسبقاً وقع تلك الكلمات على نفسي ،
كل ما في الأمر أن هناك يقيناً بداخلي يخبرني ، أن ترك كل ذلك الركام الذي لطالما كان يثير بداخلي الغثيان أمر لابد منه ،
كرهت شكلي الحالي ، ومشاعري الرثة ، وقلقي الدائم ،
لست بحاجة لـ مزيد من الشعور بالذنب ـ فيكفيني ان أشعر بالأسف لكل تلك الترسبات التي تركتها ورائي وتسببت في ألم أحدهم
لست بحاجة لأن آلم المزيد من أي شخص ، يكفيني ما أولده بداخلي كل لحظة
لست بحزينة ، ربما أنا لم أعتاد الأمر بعد ، أ بحاجة لمزيد من الوقت .؟
أم مزيد من الأيمان ، أم مزيد من كليهما ؟