حين تكون البداية عفوية أو بفعل الحظ ، والنهاية " لا تهم " ، لأن ما يصنع المحتوى هو مابين بدايتي ونهايتي ، وهو تحديداً ما فقدت السيطرة عليه ، منذ قرون مضت
ما تشعر به خلاياي الآن : لا يستحق السرد، لا لأنه لا يهم بالنسبة إلي ، لكن لأنه لن يهم أي عين تقرأه
الفكرة ، الآن
1- خوف
2- شك
3- قلق
كلها كـ بدايات عفوية ، لم أهتم مطلقاً بصناعتها ، والنهاية لا تهم ... لأن، ما يهم ما يخلفه ذاك الثالوث على عقلي
اشعر الآن أن عيني باتت تلتفت أكثر لكل شيء له حدود ، ولكل زاوية ينتهي عندها الفراغ ويبدأ العدم في صنع زاوية قائمة ، نبني عليها أسقف حياتنا كلها
الآن : بسبب تلك النظرة ، باتت الحياة مختصرة جداً ، حد حدود غرفتي ، وصرت أرى درجات السلم حين أصعده ينتهي بأول درجة أضع عليها قدمي ، لا بآخر درجة توصلني حيث أهوى
كل شيء الآن صار مختصراً جداً ، وقليلاً جداً ، مزيداً من الجفاء واختزال الحروف ، في جعبتي الآن 14 حرف من حروف الأبجدية ، والنصف الآخر مضاع مني ، ومضاع مني التعبير ،وأختزال مشاعري في جملة واحدة ، أو حتى كلمة ... كنت بالأمس أكتفي بـ " أنا ضائعة " أما الآن .... صرت أثرثر ، لأجل كل تلك المفقودات
عيني الآن أيضاً بها خلايا ناقصة ، كـ عقلي تماماً ، كلاهما تضآءل للنصف ... خلايا عقلي ضمرت كـ أثر مخدر مدمر ، تكاثر عليها عشرين سنة ! وخلايا عيني أيضاً نسيت نصفها معلق بين كل زاوية ، تعبر عن نهاية خط مستقيم وبداية زاوية قائمة
الرؤية الآن : تشابه ! .، في كل نظرة أشعر أني أرتكب بها وبدونها شيئاً ما يدعى : جريمة ..... أن أبصر لون واحد وهياكل واحدة وملامح معدومة ... ومن ثم أمارس يومي ، وأحرص على أن أكون " غير عمياء " لكني حتماً لست بمبصرة
الآن بات كل أصبع قادر على البوح بحرف واحد : ذات يوم سأقوم بإعادة خلق كلمة ، تحوي عشرة حروف ، وتختزل نصف حياتي الآخر ، وتنسى ماتبقى من 14 حرفاً لأمضي كائن يعزف لحناً داخلياً ، ويثرثر بعشرة حروف من فم مثقوب بكلمة لا أعرفها حتى الآن
سأستثمر أرقي الآن ، وسأعتبر ان تلك الحروف بمثابة عذر ، عن حالة أجهلها ، سقطت أسيرة لها ، دون أن اعرف لها أسماً ، لن أستهلك العدم أو الضياع بعد الآن ، فأنا لست بأي منهم
ربما " لفظة الفقد أو النقصان " أكثر تعبيراً
احتكار الفقد صار : رهن يدي ، ومنه قد أعلم أصابعه حكايا خريفية جديدة
ومن ثم ، باتت حروفي معدومة ، وبنيت علاقة عكسية بينها وبين ما تحويه نفسي ،
أنا الآن أملك رصيداً = 0 ، من الحروف
المعبرة كانت أو غير المعبرة ،
ورأسي ممتليء بعلامات الاستفهام ، والفواصل .. التي تفتقر لحروف تحشر جسدها بين ثناياها
ونفسي الآن تركت لكل تلك الأفكار براحاً ، ووسط رطب ومظلم لتتكاثر عليه ، كـ بكتيريا ضارة
حروفي منتحرة ، ومزيداً من
القلق
الشك
والخوف
في طور ولادة