اليوم ، بعد عن هاتفتك . .. تمنيت للحظة لو كان بمقدوري الاختفاء
لا أقصد بتلك الأمنية الاختفاء ، كـ الهروب أو السفر أو الانتحار ، مجرد اختفاء ، تبخر .. فقدان أغلب ما يكون كياني ،
بالاحتكاك ربما ، أو بالوقت أن صح التعبير
لم أنتبه طيلة الفترة الماضية اني أتحاشى النظر مباشرة لأعين الآخرين ، شيء ما بات يطاردني كلما نظرت مباشرة لعمق أي شخص ، كما لو كان يخبرني أن أمري بات مفضوحاً ، وأن عيني لم تعد قادرة عن الكتمان بعد الآن
تمنت في تلك اللحظة لو أن نفسي لم تذكرني بشجاعتي المزعومة ، التي لم تكسبي سوى ضعف أتكور به تحت كتفك ، أبكي ومن ثم أصلي بصمت لأن تخبرني أني جميلة ، ومميزة بشيء ما .. شيء ما لا تعرفه انت ، تطلق عليه تلقائية واطلق عليه عجز
اتمنى الآن أن أختفي ، أصبح مجرد خيوط خارجية وبداخلها فراغ
فراغ مختلف عن الفراغ الذي يملؤني الآن ، فراغ سهل .. سلس ، خفيف يسمح لكل ما تراكم علي طيلة تلك السنوات بالنزوح
ربما بعدها يمكنني أن اراقب عن بعد ، ما تبقي مني وولى في زوايا وأرجاء كل شارع مررت به
أو حتى لا أرغب في أن يتذكرني أي شارع ،
ربما أختفي فحسب !
No comments:
Post a Comment