ربما كان علي أن أكف التصرف كـ الصبية الصغار ، أن استيقظ يومياً على أمل أن أجد شيئاً ما مشوقاً ، أن أنظر على شاشة الهاتف واتمنى ان أجد رسالة من شخص ما تحوي شيئاً مميزاً، او تفصيلة جديدة تشعرني بالتجدد ....
ربما كان على أن أنضج سريعاً
الصباح اليوم لا يمثل اختلافاً في حد ذاته ، فقط مزيد من الخوف ، ودرجات اعلى من عدم الثقة .. في كل شيء ، ربما الآن صرت ألتفت لكل من يخبرني أني من أصنع كل ذلك في حياتي وأصطنعه ، أتراجع وأنظر لحجم هذا الألم الذي من حولي ، فأعود لأصمت
لا اعلم لم بدت الأمور كلها على هذا النحو فجأة ، ولا اعلم ان كانت دائماً هكذا ، واني ببساطة كنت مغيبة بفعل قوة ما
استقيظ الآن وأنظر لكل من حاولت الوصول اليهم وفشلت ، وكل من وصلوا إلي وفشلوا ... أنظر للمحطة التي صرت عليا ، وللتغير الهائل الذي طرأ على كل من حولي سواي
الايقاع ذاته الآن يحكمني ، لن أتسرع وأخبرك أني لست على ما يرام ، واني ببساطة أشعر اني انجذب لتلك الزاوية المعهودة ، ولن أحاول ان يبدو صيغة الخطاب موجهة لشخص آخر سواك ، لأنك تعرف مسبقاً أن ضمير الخطاب ذلك لا يحمل أي معنى في قاموسي إلا إليك
ربما وحدك أنت من يستطع ان يتفهم ذلك ، دون الحاجة لتدخل عواطف عقيمة تضيف معاني لا وجود لها أو تفسر احتياجاَ ناقصاً
انا لست بحزينة الآن ، لست سوى بحاجة لان أقتلع الوقت ، وأوقف هذه الاضاءة الضاخبة ، ان أنسف تلك الحروف والكتب البلهاء ، أن اقتلع كل ما حاولت غرسه في رأسي عنوة دون أدنى معنى ، ان اوقف طنين التكيف ، و ايقاع الضجر في ذاتي
ومن ثم أهاتفك لتخبرني أنك تحمل لي مفاجأة صغيرة
أو حفنة أمل جديدة
~