حسناً ، لا أذكر كثيراً أن كانت مثل هذه الأيام العام الماضي أكثر راحة أم لا ، ولا اعلم ان كنت فعلاً بحاجة ماسة للتغير الآن ، أم أني فقط صرت متوترة جداً لدرجة تجعل من الهواء البارد شيء مثير بالنسبة لي
لست أحاول المبالغة في ردود الأفعال عن عمد ، لست أحاول أن اجذبك إلى هنا لتقرأني ، لست أحاول أن أجعلك تشعر نبض لا وجود له ، لن أختلق له ، وأن بدا لك ذلك
كل ما أحاول فعله ، هو وصف الألم ، بالطبع تعرف عمَ أتحدث الآن !
قبل عدة لحظات ، كانت خطواتي بالكاد تنقلني من مكاني ، أتجول طرقات قديمة مملة ، أعرف ملمسها ورائحتها ، أعرف أنها فقيرة جداً ، عاجزة جداً حتى عن صناعة أي ذكرى ، خطواتي بالكاد تنقلني، وعقلي يقتلني بكل الأفكار الهادمة لي ، الأصوات حولي لم تمنعني أن أفصح عن احتياجي للبكاء ، فبكيت في هذه اللحظة تمنيتك أن تكون معي ، وتشعر بحجمي ، حجمي الحقيقي وسط كل هذا القبح ،
الطرقات من هذا النوع عادة ما تؤدي إلى نهاية واحدة أعرفها وأمقتها بصدق .... لست ذلك ما أحاول اثارة الجدل حوله ، بل الايقاع المميت الذي اتخذته حياتي مؤخراً
صرت ألتفت كل الاشياء حتى ولو بدت حقيرة جداً ، صرت أنظر لكل فناة تضحك ، على أنها تملك ثراء حقيقي
أن عقلها تحتله أفكار معدودة تغزوه ، وأنها ببساطة ترى الطرقات تلك وسيلة وسيلة فقط ، لا عائق مثلي
صرت أكره صوت بخار الماء الساخن لأنه يذكرني أن صباح جديد قد بدأ ، ليكرر سلسلة حياتي المعتادة ، وبكل فخر أمضي معلنه أن لا شيء يغزوني وأني بخير
وسط كل ذلك الهدوء المثير للاحباط ، أرغب في مزيد من العزلة ، عزلة من كل المؤثرات وأن كانت ايجابية
لا أرغب في ان اتعامل مع مزيد من تلك النوعيات ، لا أرغب في أن استمع لتلك الاصوات مجدداً ، لا ارغب في ان أرى الوجوه ذاتها مرة أخرى ، لا أرغب في أن أسلك الطرق ذاتها
لا أرغب في أن اتجاهل صوتي مرة أخرى ،
كل ما أرغب به صدقاٌ أن تتاح لي الفرصة ولو لمرة واحدة فقط ،
علني أحظى بقدر بسيط جداً من السعادة