لم أعد متأكدة من أي شيء الآن ، أشعر كما لو كنت في مرحلة ما مغيبة تماماً وهأنا الآن أقاوم كل أفكاري السابقة التي قد تعني لمعقدة مثلي إيمان
لا أعلم أن كانت المناعة تكتسب من الجرعات المخففة من المرض نفسه ، أم أني الكائن الوحيد الذي بحاجة لجرعة مهلكة من الحزن ، بعدها أخرج منها محصنة بمناعة فولاذية ، بعدها تعتلي عندي كل معاني العدمية ، وأشعر أن الفرق بين كل الأشياء لا يذكر
أعلم أني هنا في مكاني ، بلا تحرك ، فأنا لا أعاني مشكلة في الإدراك بل في التقبل ، لا أعلم كم من الوقت أحتاج لأقنع ذاتي أن كل ما أجنيه هو بالطبع كل ما أستحق ، لا شيء أكثر أستحقه وقد سلب مني ،
بشكل ما ، كنت أحاول ترويض ذاتي على أن النتائج إلى حد كبير تكون تحت تحكمي الشخصي ، وأني ببساطة أعاني سوء سيطرة فادح ، الآن أشعر أني لا أتحكم حتى في أبسط أفكاري ولا أتحكم في أي شيء يخص حياتي على الأطلاق
أنا مجرد كائن خلق لممارسة خط حياة رسم له من ما قبل الخلق ،
أشعر أن الوقت بات قصير قصير جداً ، لأضيعه في الأحلام ، لأضيعه في ضحكة قصيرة ، في ابتسامة منافقة أو في دمعة حبيسة ، تملأ عيني ، ولا تسقط لتفضحني أبداً
الآن أنا مبرمجة على التعطل ، على التشتت على أقناع ذاتي في كل لحظة أني لست الطفلة التي كانت تتلقى أعجاباً من الجموع بذائكها الحاد أو بجاملها غير المسبوق ، إلا أني لست الدمية التي تترك لتبني قصور رمال نتيجة الأهمال ،
ما كنت أتصور أن الحزن يفني معه كل المعاني بذلك الشكل المأسوي ،
أحتاج لوقت ، لهدنة ، لتصالح عميق ، مع كل المعاني المفقودة ، أحتاج لأن أمحي الذاكرة ، وأصاب بركله قوية لكل التجارب ، ومن ثم أقنع ذاتي أني طفلة مدللة جميلة تستحق كل ما تتمنى
بلا أي حدود