لم يكن الوقت حينها مثالياً ، حين أخبرتك إني بدأت أشعر ببوادر الرحيل حينها ، رغم أن الوقت مبكر .... كانت رائحة المطبخ ممتلئة بالبن الفاخر المحضر لتوه ، وكنت أنت تقبضين بيدك الصغيرة الكاميرا وتتأملين أخر صورة لنا جميعاً .... أخبرتني أن التاريخ لم يظهر ، أخبرتك حينها انك لن ترغبي بعد الآن بتذكر تلك الليلة .... لم يكن الوقت متأخراً كثيرا ، مازالت هناك 5 ساعات قبل الرحيل ، رغم أن كل شيء مجهز ومثالي ، المنزل كان فارغاً جداً كـ عادتة ،فقط أنا وانت ... تمنيت حينها كوب قهوة لكني فضلت أن أتركها كما هي ، ليعتقد أني اهتم لأمره .....
أذكر حين أحتضنتها بشدة ، وبكت وأخبرتني أنها تعلم اننا لن نرى بعضنا بعد الآن ، رغم اني وعدتها بالعودة وملاقتها الصيف القادم ، شهقت وابتسمت ونظرت إليك وقالت : " أتصدقينها ؟ " أعلم إني قد أصيب البعض بالخذلان وأن تلك اليلة حين عدنا للمنزل وضللنا الطريق وصرنا نسير في طرق واسعة فارغة لا تحوي سوى سيارتنا وشاحنات ضخمة ، إلا أننا لم نشعر بالخوف ، كأني كنت أشعر إني بدأت أفقد كل شيء تدريجياً .... كل شيء ، لأعود دون دموع ، أراقب تلك الصورة واتذكر صوتك , وانت تخبرينني أنك أصطنعت تلك الابتسامة " بالعافية " ، وأنك ترغبين حقاً بالبكاء ، أردتني أن أعجل بالتقاط الصورة وانهي تلك الليلة ....
يوليو 12 / 2007
No comments:
Post a Comment