لخلق الحديث، وأن كان هنا. لا أذكر كيف أصبحت على هذه الهيئة أفكر كثيراً وأصل قليلاً.. لا أذكر كيف تركت قواي تبدد يميناً ويساراً.. لا اعلم متى تركت ذاتي تنجرف كلياً لكل تلك المؤثرات.
لا أعلم متى توقفت عن الاستمتاع بالموسيقى، ولا أعلم كيف أصبحت أذرف دمعاً حين أرى لوحة جميلة أو بيت شعر متكمل. لا أعرف كيف أصبحت ألتقط صوراً فارغة، وأشعر بالثقل حين أرى صورة مؤثرة تستحق التوثيق.
لا أذكر كيف ومت ى ولمَ لم يعد يعني لي الماضي شيئاً، وكيف في الوقت ذاته مازالت عالقة هناك..
لا أعلم كيف نسيت ذلك الشعور، أن أجوب الطرقات بالسيارة أستمع لأغنية واحدة فقط طوال اليوم وفي عقلي حلم واحد فقط.
لا أعلم كيف أصبحت بلا خطط.
لأ أعلم متى وكيف أمتلأت بكل هذا القدر من الخوف... لا الخوف من المستقبل، بل الخوف من فقدان الأمل. الخوف من استشعار الواقع، الخوف من المزيد من الامتحانات الصعبة، الخوف من المزيد من التعري والقليل من الزيف.
أشعر أني لست بالهيئة التي تمنحني من القوة ما يكفيني لعبور اخر الرواق. لا أملك من الطاقة ما يكفيني للوصول إليك، أو إلى أي أحد.
أنا هنا حيث لا أحد.