لست وحدي ، أعلم يقيناً أن هناك شخصاً ما آخر
يشاطرني كل ما أفكر به فعلياً.
شخصاً ما تتجنب الحديث معه على متن طائرة، أو
قطار. تختار الكرسي الفارغ وتتمنى سراً ألا يشاطرك أحداً المقعد المجاور. ماذا لو
كنت قد اخترت مقعداً آخر؟ وبجانبك شخصاً ما ؟ ماذا لو كنت أكثر انفتاحاً وتبادلت
أطراف الحديث مع مجهول وتوصلت لحقيقة أنه الشخص المنتظر.
هنا تمكن الفكرة, أنت لا تبحث عن أي شخص، ولا
شخصاً هناك منتظر. أنت فقط تفتعل كل هذه الاحتمالات أثر الوحدة ليس إلا.
المقاهي المملئة بهذا الكم الهائل من الأزواج
يجعلك تعتقد أنك تفتقر شيئاً. وتظل تختلق علاقات كثيرة ناقصة لتعوض تلك الفكرة حتى
وأن كانت لا تسيطر على عقلك بالفعل.
هناك حالة عامة من انعدام النضج من التعريفات
والتوقعات، تتمنى لو كان بامكانك أن يفتضح أمرك كلياً مع كل شخص عابر يمضى من
جانبك فيلمس ذلك الجزء الخفي فيك، الذي لو لوحظ فيجعلك شخصاً ثميناَ ، ثميناَ
للغاية.
الشخص الذي يعبر الشارع ذاته الذي تعبره كل
يوم. الشخص الذي يأتي كل يوم للمقهى ذاته ويحتسي القهوة ذاتها الذي تطلبها دوماَ
أو حتى الشخص الذي قد يكتب مثل هذه الكلمات في مكان ما آخر في العالم ولكن بلغة
آخرى.
حالة من الفوضى التامة وانعدام الترتيب ،
لهدف ما آلهي يجعلك بعيداَ عن كل هؤلاء ولكن في متناول كل شخص لا يقدر ما تقدر و
يعظم من ما قد تتجاهله أنت.