إن كان علي أن أتناسى كل ذلك العبث المحيط .. وأن أتناسى كل تلك التفاصيل الصغيرة التي تنمو بداخلي يوماً بعد
يوم ..فيجب علي أن أدرك أنها رغم ذلك تبني جسوراً عدة قد تبدو مفسرة لأوضاع فوضوية في مخيلتي ... في هذه اللحظات تحديداً أنا لا أراك .. لكني لا أعجز عن رؤيتك ..
أراك ..
أسمعك ..
واتظاهر بأني أفهمك ..
أفهمك جيداً ...
شيئاً ما يجعلني أخشى فقدانك .. أكثر من خشية فقداني لجميع السوائل الحمراء والبيضاء في جسدي ... شيئاً ما يجعلني أخشى من أن أتركك تطرق الأبواب .. شك يعتريني بأني أنا من يغلقها في كل مرة .. لا هي التي تُغلَق ..... أخشى أن تنتظر كثيراً لتعرف لون نبضي الأعمى ..الذي لا يرى ولا يقوى على الرؤية...
لا أعلم لمَ بدوت قريباً جداً حين أختفى الجميع .. وتنافرت الإضاءة معي...لمَ بدوت مضيئاً جداً في الوقت الذي أخترت فيه أنا الظلام لأكون من ممتلكاته من دون وجه حق ... لمَ أشعر بالخوف كلما رأيتك تحاول تحطيم جسور صمتي...لا اعلم كم من البوح الخطير أخفي ..ولا أعلم ان كنت تملك لي مقعداً شاغراً لألقي عليه كل ما أحمل ..وأمضى فارغة نقية لم أشعر أني مدينة لك .. بكل ما ملكت مؤخراً ؟ لم أشعر بأنه لا حق لي في أي شيء أدعي ملكيته ؟ ..
لا اعلم كم تحمل من الصبر أنت لتتحملني ولتخبئني بداخلك ؟؟؟ كم من الساعات خصصتها من أجلي ؟ كم من الوقت تملك لي ؟
أياماً
أشهر
عمراً كاملاً ...
أخشى أن أقترب أنا ... فتبتعد أنت، بعد أن أدمنك .. وأنبت بذوري عليك .. وابني اخضراري لك .. أخشى أن أراك قِبلة تجبرني أن أتجه إليها
أخشى أن ينهكك فراري من ذاتي .. فتنفر مني .. وأظل أنا صخرة مصمتة جافة لا تطلب ماء ...!