أخبرتك يومها أني أشعر أن المنزل أصبح واسع جدا ..فارغ جداً ..أكبر من أن تتحمله روحي ...! أخبرتك ذلك وصوتي مترجف... كنت أبكي حين هاتفتك الساعة الـ 3 صباحاً.... لم تتحدث أنت مطلقاً كنت تستمع لي ... فقط تسمع ... كنت منهكة جداً منكهة لدرجة البكاء....بعد أمسية كئيبة أمضيناها معاً... أنتهت بـ 4 أقراص ...كل منهم يحتوي على جرام ونص جرام من المواد المهدئة ... كنت أحتضن تذكرة السفر بيدي ، بجانبي الراديو الرديء الصغير غير مثبت على محطة معينة ، فقط المزيد من الضجة العمياء ... أبكي بشدة ولا أعي ما كنت أثرثر به ... بينما كنت تحثني أنت أن ألقي بالمزيد ..والمزيد ... المنزل من حولي فارغ جدا ، موحش جداً ..لا يفرق شيئاً عن الشوارع غير المؤلوفة .. الحقائب ملقاة أسفل قدمي ...والمنزل لايحوي سواي أنا والثلاجة الفارغة التي لا تحوي سوى زجاجات المياه المعدنية أخبرتني يومها بصوت خجول أنك دونت 30 عادة أقوم أنا بها دون أن ألاحظ ذلك ... وجميعها جسدية ... حين أكون شاردة ..غاضبة ...هادئة أو حتى حزينة ... أخبرتني أيضاً...أنك لم تنم لانك توقعت اتصالي في ذلك الوقت ... أذكر تلك الأمسية جيداً... وكيف كنا نتنقل من مقهى لأخر ... بملابسنا الرديئة غير مبالين بما حولنا ... كنت أحمل قدراً بشعاً من البكاء يومها وكنت تلاحظ أنت ذلك ... شعرت بك ..حين رأيتك تنظر لي بخذلان ... لأني لم أودعك... نزلنا السلالم ببطء وأخبرتك إني لن أودعك .. ولن أنطق حتى بـ " سلام " إلا أنك اعتقدت إني كنت أمزح ... أذكر كيف كنا نقف في قارعة الطريق ... بالكاد نرفع ذراعينا لنوقف سيارة أجرة .. وكل منا بداخلة يتمنى ألا تقف .. فلا نضطر للرحيل ... كما لو كان سيؤَجل حقاً بتلك الحركة الحمقاء... أدرت ظهري لك وابتسمت فقط .. بينما أنت أقفلت الباب خلفي...ومضت السيارة دون أن أدير ظهري ثانية !
****
لا أعلم لمَ شعرت بك حقيقياً جداً وأنت تحتضنها بعنف ...بقوة داخل عربة القطار وترسم على فروة شعرها قبلة هادئة ... أندفعت أنا خارج القطار ... ابتسمت لها بشيء من البساطة ... وأحاول أن أبث فيها السعادة ... لم أتذكر حينها أن من داخل القطار يرون صورة أوضح ممن هم بالخارج ...! فهم الراحلون حتماً... مؤكد أنها لاحظت دموعي... شعرت بك حقيقياً جداً وأنت تنزل من القطار وخطواتك ثقيلة جداً لدرجة أني شعرت بك صامد لأقصى درجة ... مازلت أحتفظ بالتذكرة الصفراء الخاصة بالمترو ... وقد كتبت عليها باللون الأحمر بخط يدها الصغيرة اليسرى
ظللنا نسير بين الشوارع من الجيزة لوسط البلد لرمسيس ومن ثم مدينة نصر والمهندسين من بعدها ... دون سبب واضح ..نركب مواصلات عدة بكافة أنواعها نظل صامتين ، حتى ينتهي خط سيرها ...بينما يمر الوقت ..أنا أبحلق في النافذة خارجاً ، وأرى الشوارع تمر بسرعة رهيية من أمامي .. وأنت تنظر للأرض تارة وتلقي علي نظرة عابرة تارة أخرى !
بدأت أحدثك وقتها.. أخبرتك.. رغم إني أشعر بك حقيقياً إلا اني أعلم انك سترحل مثلهم ... لا لأنك تحمل جينهم بل لأني اكتشفت مؤخراً اني مغناطيس قوي لتلك النوعية من البشر ... أشعلت سيجارة أخرى وعلقت أنت:
"انت مخك ماهوش بين خلاياه
CSF
ده فيه مية الجنان كلها"
أخبرتي أن لا شيء يبعث في ذاتك الحزن أكثر من رؤية اليأس يتسلل إلي ..
***
أعلم أنك لا تقرأ هذه المدونة ولا تعرف إنها تخصني..واعرف أيضاً ان تلك الحروف لن تصلك... إلا أني أكتبها وكلي يقين أنك تحمل أسباباً مميتة ... فـ الصداقة بالنسبة لك .. لم تكن لحظات جنون عابرة ...
حين كنت أهاتفك كنت أريد أن أخبرك أن المنزل مازل واسع جداً.. وكبير جداً ... بجانبي بحر عميق.. وطرقات فارغة ...عملاقة ...لا تحوي سوى على عشاق يائسون ..والكلاب الضالة ..بعض من الأطفال الشاردة والسكارى ... في هذا الفراغ لا أسمع أي أصوات سوى صوت الأمواج ... وأصوات القطار .. فـ محطة القطار خلفي أيضاً ، فأنا لم أخبرك بذلك ...
أشعر بخطوط سير القطارات تحيطني .. وأصوات القطار تقرعني ليلاً.... أهي علامات الرحيل ؟
لمَ تحولت فجأة لـ شبحٍ غائب؟
لمَ لم تبق؟
****
لا أعلم لمَ شعرت بك حقيقياً جداً وأنت تحتضنها بعنف ...بقوة داخل عربة القطار وترسم على فروة شعرها قبلة هادئة ... أندفعت أنا خارج القطار ... ابتسمت لها بشيء من البساطة ... وأحاول أن أبث فيها السعادة ... لم أتذكر حينها أن من داخل القطار يرون صورة أوضح ممن هم بالخارج ...! فهم الراحلون حتماً... مؤكد أنها لاحظت دموعي... شعرت بك حقيقياً جداً وأنت تنزل من القطار وخطواتك ثقيلة جداً لدرجة أني شعرت بك صامد لأقصى درجة ... مازلت أحتفظ بالتذكرة الصفراء الخاصة بالمترو ... وقد كتبت عليها باللون الأحمر بخط يدها الصغيرة اليسرى
" افتكروني ... 10 اغسطس 2008 "وأذكرها كيف كانت تضحك بشدة حين أحتجزنا ثلاثتنا فقط دون عن البشر كلهم .. في البوابة الحديدة في محطة المترو ... كانت تضحك وترفع خصلات شعرها للأعلى ... وتعلق ساخرة
" حتى في دي مش عارفين نعدي؟ "تشير بأصابعها الصغيرة وتعلق على أن الجميع مروا سوانا ظللنا أنا وأنت فقط يومها ..نتجول في جميع أنحاء القاهرة من مكان لمكان غير عابئين للوقت .. لا نحمل أي نقود مصرية .. فقط القليل من الدولارات في شوارع انعدمت فيها محلات الصرافة ... لا نحمل أي شيء ذو قيمة، سوى مشاعر مضطربة وشيء من الحزن العميق استندت انت على حائط مبنى قديم في وسط البلد .. بينما ان كنت أجلس أنا اسفلك على رصيف متسخ ... علقت أنت بأنك تشعر بالحزن .. وانك لم تتأثر هكذا منذ فترة .. لا أحد فينا علم السبب دخنت أنت سيجارتك الرابعة بآلية بحتة .. بينما كنت أنا أدقق في المارة القليلين في تلك الساعة كنت أسمعك تدنن لحن أغنية لـ عايدة الأيوبي...طلبت منك أن تتوقف...ففعلت دون أن تسأل السبب... كانت هي تحبها أيضاً ..! طلبت مني أنت أن أكف عن البكاء ...ففعلت أنا أيضاً ذلك دون أن أسألك لمَ
ظللنا نسير بين الشوارع من الجيزة لوسط البلد لرمسيس ومن ثم مدينة نصر والمهندسين من بعدها ... دون سبب واضح ..نركب مواصلات عدة بكافة أنواعها نظل صامتين ، حتى ينتهي خط سيرها ...بينما يمر الوقت ..أنا أبحلق في النافذة خارجاً ، وأرى الشوارع تمر بسرعة رهيية من أمامي .. وأنت تنظر للأرض تارة وتلقي علي نظرة عابرة تارة أخرى !
بدأت أحدثك وقتها.. أخبرتك.. رغم إني أشعر بك حقيقياً إلا اني أعلم انك سترحل مثلهم ... لا لأنك تحمل جينهم بل لأني اكتشفت مؤخراً اني مغناطيس قوي لتلك النوعية من البشر ... أشعلت سيجارة أخرى وعلقت أنت:
"انت مخك ماهوش بين خلاياه
CSF
ده فيه مية الجنان كلها"
أخبرتي أن لا شيء يبعث في ذاتك الحزن أكثر من رؤية اليأس يتسلل إلي ..
***
أعلم أنك لا تقرأ هذه المدونة ولا تعرف إنها تخصني..واعرف أيضاً ان تلك الحروف لن تصلك... إلا أني أكتبها وكلي يقين أنك تحمل أسباباً مميتة ... فـ الصداقة بالنسبة لك .. لم تكن لحظات جنون عابرة ...
حين كنت أهاتفك كنت أريد أن أخبرك أن المنزل مازل واسع جداً.. وكبير جداً ... بجانبي بحر عميق.. وطرقات فارغة ...عملاقة ...لا تحوي سوى على عشاق يائسون ..والكلاب الضالة ..بعض من الأطفال الشاردة والسكارى ... في هذا الفراغ لا أسمع أي أصوات سوى صوت الأمواج ... وأصوات القطار .. فـ محطة القطار خلفي أيضاً ، فأنا لم أخبرك بذلك ...
أشعر بخطوط سير القطارات تحيطني .. وأصوات القطار تقرعني ليلاً.... أهي علامات الرحيل ؟
لمَ تحولت فجأة لـ شبحٍ غائب؟
لمَ لم تبق؟
ملاحظة:
: أرجو أن تحملل أسبابك الكافية، فأنا لا أريد أن أكـ ر هـ ك... !
: أرجو أن تحملل أسبابك الكافية، فأنا لا أريد أن أكـ ر هـ ك... !
No comments:
Post a Comment