أما بعد .

أعلم أنها ستمضي ، كما مضت كثير من الأيام قبلها. اعلم طعم هذه الأيام وقبلها من أيام ربما كانت أصعب.

By : Kazban 

مررت بهذه الغصة من قبل ، بهذه الوحدة وهذا العجز.. التجارب السابقة قد تخبرني أني سأمضي وأن صعوبات طفيفة كـ هذه لن تطرحني أرضاً .. للأسف.

كنت أخبرها أني بالوقت مؤخراً صرت اكثر تسامحاً وأن هذا نتيجة قناعات شخصية . حين تعظم من شأن ذاتك ومن شأن ما يجرحها فأنك تخلق أوضاع أكثر صعوبة لنفسك.

سيكون من المستحيل لك أن تتقبل فكرة أي أهانة لك ، وستقتنع أنك تستحق كل ما يسيء لك وكل ما يجرحك بصدق.

التسامح وخلق أعذار يوهمك بأن كل ما قد تم فعله ليس بغرض جرحك أنت شخصياً ولكن لأسباب أخرى غير " شخصية " . أنا أحاول أن أحافظ على قشرتي الخارجية قدر المستطاع ليس أكثر.

كثيراً ما أتمنى أن أخبرهم ان خلف هذا الكيان الذي أكره ، شخص قد يكون قادر على الحياة يوماً ما.

كثيراً ما أتمنى أن يخبرني أحدهم أن أستحق المحاولة . 

كثيراً ما أتمنى أن تخبرني أنت أنك لمست هذا في أخيراً.

نكهة قديمة

مؤخراً بات الأرق يبكيني .. كما الوحدة.

كما كان يفعل بي الأمل بالأمس.

أبكي حين أشعر أن فرص الهروب من الحياة

صارت تتقلص واحدةً تلو الأخرى 

لا شيء على الأطلاق .

الرغبة المستمرة في ان تعود خطوات للخلف للحاق بالزمن ليس بالضرورة أن يكون في أصله " ندم " . ما تندم عليه اليوم هو كان في يوم ما ما ترغب في فعله بحق . الشعور المتكرر بالندم يخلق لك فرصة أقل للخيارات ، كـ رد فعل مضاد لمزيد من الألم وخيبات الأمل. الرغبة في نسف الحاضر وخلق تفاصيل جديدة ،  ما هي إلا صورة متطورة من الوهم الذي يصنعه عقلك ، في أنك تستحق حاضر أفضل مما تحصل عيله الآن.

هدنة

احتاج الآن هدنة طويلة ومسحة رفق ، 

لست سوى بحاجة أن أشرح لـك لمَ أبدو على هذه الهئية .. 

كمل لو كنت قد أخترت أكثر الأشخاص غير المهتمين بـ حقيقة وجودي من عدمها ، وتمنيت أن أشاركه فنجان قهوة وحديث شخصي شخصي جداً.

في الحقيقة ، أنا أملك رأساَ بائساَ ، رأساً لا يهدأ ..رأسي أمتلأ بالصمت ... وماعدت أملك حيزاً لمزيد من الصمت ، أحتاج لأن أبوح لكني لا أملكك قوتي من الكلمات .. أحتاج ما أبتعاه من الحروف لـ يبقيني آمنة.

احتاج هدنة ـ و شخصاً يربت على كتفي ، يخبرني أن الأمور ستكون على ما يرام .

فكرة

أعيد الآن صياغة اشكاليات عديدة ، مثلاً ما إن كنت أفضل الطرق الممهدة وأن كانت بلا نهاية تثلج الصدر ، أم أني فعلاً أقدر ما أمر به من عقبات ؟

في الحقيقة أنا لا أملك أجابة قاطعة ، فقط مزيج من المشاعر غير المريحة تجاه حياتي الآن. كل ما أتمناه بصدق هو لو كان بأمكاني أن أتحكم بعقلي أكثر ، ومن ثم أحولني لشخص آخر.
شخص يقدر أشياء أخرى ، ويتجاهل ما أقدره الآن.

شخص يعرف كيف يجد السعادة في أي وضع. شخص قادر على تقليل قدر الكراهية فيما يكره.

حالياً

لا أعتقد أن هناك أسوأ من تشعر بذنب الحزن.

حين تفشل في أن تحصل على اجابات لحزنك، أو مصدر حزنك. لا شيء أسوأ من يصدر لك ذلك المزيج احساس عميق بالذنب ، أنت لا تستحق الحزن.. ليس بالمعنى الجيد للكلمة بل بالمعنى السببي .. أنت لا تملك أسباب الحزن. الحزن ليس من حقك.

عوضاً أن تشعر أنك في أوج الشعور بالشفقة والرثاء لحالك ، تجد نفسك محاطاً بالذنب. كيف يمكنك تخيل وضع أسوأ ؟ كيف ؟ 

تناقض

كل الأشياء تحمل قرائتين مزدوجتين قد تكونا متناقضتين 

حين تتعثر عدة مرات .. حين تتعثر دوماً ، تظل تغرق نفسك بالشكوك حول ما إن كان الله يكرهك بكل صدق.

القراءة الأخرى : أنت فتى الله المفضل ، وكل ما يحدث هي محاولات متأخرة - قليلاً- من الله لحمايتك من خياراتك وقرارتك الخاطئة.

قد يحبك الله أو يكرهك.

أنت لا تعلم.

عحز

واحدة من تلك المرات التي فيها تفشل في السيطرة على عقلك ..
لا مخيلة هناك .. فقط عجز.

تحاول كتابة شيئاً يوازي شعورك فتتعذر .
تحاول أن تجوب بالكاميرا لتلتقط شيئاً ما بشابه دمارك ، فتفشل.

تحاول أن تتقمص شخصاُ آخر ساذج تافه ، فيرفض .

عقلك الآن يحاول ان يخبرك بكل بساطة أن تكف عن المحاولة مجدداً . 

أن تنهي الأمر كله برمته ، و تستسلم .

عراء

بعد أن انقطعت صلتي بك ، الآن يمكنني أن أبوح لك بما عجزت عنه طيلة السنوات الماضية... حين أكون في الطريق إليك أحطم رأسي بالتفكير في فكرة واحدة فقط : " هل تمر أنت بما أمر به أنا للوصول إليك ؟ " كثيراً ما كنت أحزم اجابتي بـ " لا " ضخمة كبيرة تبتلغ شغفي وتبقيني صامتة.

حين أكون في السيارة عالقة في الزحام ، أحدق في وجوه الباعة الجائلين واتخيل ان كان بمقدور كل بسيط منهم أن يقرأ ما يدور في عقلي الآن .. المخاوف كلها ، أشعر بـ عراء جم يجعلني أخشى مواجهتك امام العامة . أبتلع خوفي وأبقى صامتة مرة أخرى .

أرى المباني العملاقة القديمة في وسط القاهرة تناسب شيئاً مما أشعره لك .. كما لو كنت أرتدي قناعاً يخص شخصاً آخر لأكون الشخص الذي عليه معك.

أنا الآن أبحث عن صحبة رديئة تناسب هذا المساء من بعدك.

سئمت محاولاتي في خلق نسخ جديدة منك على هيئة بشر.

محاولة

تحديداَ أنا لا أعلم حقيقة ما أرغب في البوح به

... حين هاتفتك كنت آملة أن أجد ما أختبيء خلفه، لكني وجدت أسئلتك واضحة وصارمة ، كما لو كنت سأفشل دوماً في  محاولاتي لتقليل عريي أمامك

كنت أتقن جيداً الهروب من الواقع ، تعلمت ذلك جيداً منك ، محاولاتي اليائسة لخلق شخصية أخرى أكثر توازناً وأكثر ثقة في العالم فشلت مؤخراً 

كما لو كنت قد مللت الوجهة ذاتها ، مراراً وتكراراً ...

الصور الفوتوغرافية أصبحت موحشة ، تحمل قدراً مفجعاً من الفراغ ، ماعادت عيني قادرة على تحمله.

عليك الآن أن تفتعل وجهة أخرى ، أو أكثر.

ضجري ينمو تدريجياً .. سيبتلعني يوماً ما 

استنتاج

في لحظة ما ، حين تحتاج لأن تفعل ما تمليه عليك الكياسة لا إلا ، تعلم يقيناً أن الحياة لن تكون منصفة معك بالمثل .. ليس بالضرورة .

ستدرك أن أجمل ما مررت به لم يكن ملك لك بالكامل . بل كان مشاطرة من الحياة معك وأن كانت بالجزء الشحيح .

الحياة ليست بالشيء المؤذي في المطلق . قد أكون أنا او أنت أو الكثير منا ليسو من نوعها المفضل ، لذا لا تبالغ كثيراً في احتقارك للحياة ، فهنالك الكثيرين على سطح هذه الأرض. سعداء .

A wish ..

If only you read my mind ,You'd see I was hurt inside .

لماذا لا يخبرنا الله عن معاد انتهاء عمر الأشياء ؟ 

نتعامل عادةً مع ما نملك بطريقة تفتعل الأبدية . كما لو كان الزمن سيصيب كل شيء عدا ما نحب .. 

ربما كنت بحاجة لتخبرني أن تلك المرة كانت ستكون الأخيرة ، وأني لن أكون بقادرة على احتواء ذلك المكان مجدداً

لا أعلم صدقاً أن تم أخبارنا بحقيقة نهاية الأشياء كيف سنتعامل مع موتها ، كيف سنترقب النهاية .

لا أعلم أن كنت سأتجول حينها في المكان أرصده بكل دقة كمل لو كنت ألقي عليه نظرة الوداع أم أني كنت سأكتفي باحتساء القهوة المركزة في كل بوصة فـ حسب . 

أفتقد الأشياء على هيأتها القديمة أكثر مما تعتقد . لكني لا أملك حتى أن أبوح لك بذلك . 

راي برادبيري

"
برادبيري: الرجال يمثلون الجنس الأدنى. ونحن نتظاهر بأننا نملك القوة ونعاكس طبيعتنا. غرور الذكر هو مشكلة العالم في كل مكان. من الأسهل التعامل مع النساء. الرجال لا يقبلون الاستماع إلى أي أحد. ونحن متغطرسون ونشعل الحروب وندمّر الكثير، ولكننا نبني أيضًا. لذلك نحن خليط من أضداد الأشياء، من السيء والجيد. ونحن أيضًا مشكلة حقيقية أمام النساء لا يستطعن فهمها، لمزاجاتنا المتقلبة وحاجاتنا، والتي في بعض الأحيان تصبح جذّابة ومثيرة لهن. الرجال لا ينضجون أبدًا، ومعظم مَن في السجون هم من الرجال، أليس كذلك؟ القليلات فقط من النساء يتحوّلن إلى مجرمات. أغلب القتلة والمغتصبين ومَن يؤذون الناس هم من الرجال. 

" 

مقابلة : سام ويللر
ترجمة : محمد الضبع 

Exodus

أنـــا 

لست جديرة بك .

كما أني لست جديرة بي 

، 

سأمر من هنا وأمضي 

كـ مئات التفاصيل التي لم تلحظها أنت 

-

هل مررت حقاً من هنا ؟

أن تستيقظ فجأة بذعر بحجم كوكب الأرض، تتساءل عمَ تفعل جدياً في هذا الواقع 

ماذا تفعل بكل هذا الثقل؟ 

بكل تلك التفاصيل والأيام ؟ 

أن تشعر فجأة أنك غرست في واقع لا يشبهك.

وبشر لا يشبهونك

واقعك غير مرحب بك . أنت في حقيقة الأمر تقوم بدور بطولة شخص آخر ، أو قد تكون نسج خيال طفل ما .

لا شيء حقيقي في حياتك يدل على حتمية وجودك.

لا تفعل الكثير ، فقط دع الأيام تحملك على ثقل ، وحاول أن تتجاهل الادراك .

وامضِ

ضغط غيابك

كثيراً ما أعجز عن وصف تلك الحالة. 

أعلم أنك لا تقوى على تخيل الوضع حتى .. لكن في حقيقة الأمر ، رغم غيابك أشعر أن محيطك أثقل علي كل الفراغ

أشعر أن تفاصيلك التي أجهل اغلبها تسيطر على مساحتي كلها 

كثيراً ما أرغب في أن أجعلك تتفهم الوضع ، 

كثيراً ما أرغب في أن أجعلك تستمع لجميع الأسطوانات .. لكل نوتة موسيقية مرت على مسمعي 

أريد أن أريك كل صورة فوتوغرافية 

كل فيلم أقتلع جزء صغير مني 

أريد أن أمسك بكفك وأجبرك على أن تتجول في غرفتي .. رغم صغرها 

أن تلحظ كل تفاصيها 

تحتفظ بكل بوصة منها 

كما لو كنت أريد أن أغمرك بأثري ، كما تغمرني أنت .

رغم غيابك 

أريدك أن تلحظني .. وأن كان عنوة 

حقيقة

الأمور السيئة لا تتحسن نحن فقط نعتاد سوءها

رغبة

 أرغب في أنك أكتب لك . رسالة مطولة مختلفة عن كل تلك التي قمت بكتابتها مسبقاً 

والتي قمت بارسالها و التي لم أرسلها .. وربما كل تلك الرسائل التي رغبت في إرسالها و قمت بإعدامها,

كنت أريد أن أحدثك عن هذه اللحظة .. حين أكتب لك في مكان لا يخصك . بل يخص جميع البشر .. 

أتظاهر بأنك تقرأها الآن ... 

أرغب في أن امحي ذاكرتك .. أرغب في أن احدثك عني كما لو كانت أول مرة 

أكتب لك كافة القصص .. كافة الأحاديث .. الغصات ، البكاء ، نوبات الغضب ، الحزن ، الاحتياج ، الوحدة ، الألم وحتى تلك اللحظات القاتلة التي اعتقدت أني خسرتك ولم أفعل .

عن ما أن كنت فعلياُ تعافيت من تلك اللحظات أم في حقيقة الأمر هي مختئبة في مكان ما تنتظر فرصة أخرى

أرغب في أن أريك حجم خوفي المفجع .. كما لو كنت فعلياً بحاجة له لأكتفي من ممارسة الحياة دونك أو بك 

أرغب ان اخبرك عن عدد تلك الفرص التي اهدرتها خوفاُ من ذلك الألم الليلي ..

كل ما هو حولي .. محاولات ادعاء فقط لا أكثر

فـ لا تفرط في تصديقي أو حتى في تجاهلي .. 

تعامل معي بحيادية أستحقها بصدق 

كـ فرصة لم تهمل ولم تنتهز أيضاً

ربما لأني لا أملك مخرج آخر .. أكتب إليك بصيغة غير موجهة 

كثيراً ما أفكر . أن لم تصل تلك الرسائل لأي شخص ، فهي حتماً ستصل إليك يا الله .. كما لو كنت بحاجة لأن أكتب لك رسائل لتعلم ما يدور بعقلي 

كل ما أرغب به ، هو ألا تحاول معاقبتي الآن ، دفاعاً عن كل ما قد أهدرته مسبقاً ... قليلاً من الرحمة والرجاء معاً .

هناك نقاط قليلة في حياتك ، تشعر فيها أنه من المستحيل أن تعود نفس ذات الشخص مرة أخرى 

ترى أن مسار حياتك لابد له وان يتغير في نقطة ما .

هي تلك النقطة .

لا أطلب الكثير .. قليلاً من الغيث يا الله .

secretly ...

فارغ

في حقيقة الأمر أنا لا أعلم أن كان ما يؤلمني حالياً بصدق هو غيابك .. أم فكرة أحتياجي لك كـ شخص .

ربما لأني لم أعتاد أن أشعر بهذا الجوع من قبل .

لأول مرة لا أبحث عن دفء.. بل أبحث عن سبب أتشبث لأجله بالحياة 

حالة

أنتظرك على أي هئية 

قلق مؤقت 

كذبة منمقة 

فراغ أحمق 

يبتلع أحاديثي 

كـ أي وجع عابر 

مرة أخرى

لم أشعر مطلقاً بوحدة مطلقة . أقصد بالوحدة المطلقة هي أني أشعر إني فعلياً كلياً وحيدة . عادة ما أشعر أني مهملة ، مهمشة ، غير جديرة بالتفاصيل 

لا أشكل جزء أساسي أو شبه أساسي من

حياة أحدهم . 

دائماً ما كنت أشعر أن هناك شخصاً ما ، حتى وأن كنت لا أعرفه ، سيكون دائماً مستعد للوصول إلي ، وأن كان بدافع الواجب أو الحياء 

لأول مرة أشعر بالوحدة المطلقة . عقلي أبسط من أن يعي هذا القدر من الغياب . هذا القدر من الخواء ... هذا القدر من التجاهل غير المتعمد

أعوض الفراغ بأفعال لا عادة لا تشعرني بأي قدر من السعادة .. كما لو كنت أريد أن أروض ذاتي على أن أعتاد أمور عدة قد لا أستسيغها مستقبلاً 

سأظل أدرب ذاتي على الفراغ . على ألا أبحث عن الأمان أو السعادة في البشر . سأظل أحاول أن أمحي جميع التجارب السيئة ومواقف الخذلان ، على أغدو شخصاً آخر 

رغم كل التفاصيل والمحاولات ، حقيقة واحدة أعلم جيداً أني لن أقدر على تجاوزها : " الوحدة " .. رغم الوقت ، لن أعتادها 

~

ملك وكتابة

-

إليك ... يا الله :

رغم إني أحاول كثيراً استشعار وجودك ، مخاطبتك بصيغة الغائب سراً في ذاتي ، أعلم يقيناً أنك تعلم إني لم أستحق يوماً ما رغبت به .

كم أشعر أني مثيرة للشفقة .. حين أفكر في رجائي ، وجوعي الموحش لحياة لن أحصل عليها ..

أتسآل دوماً ، كيف كان بإمكانهم الهرب ؟ واحداَ تلو الآخر ... كيف كان بإمكانهم المضي  ؟ 

أحياناً وأحياناً كثيرة تتحول خطواتنا لهرولة لا تيأس .

كـ استرجاع جميع أحادثك المؤلمة .. هكذا تبدو لي الآيام ، كما لو كنت قد مررت من هنا عدة مرات ، مئات المرات .

الغصات ذاتها ، الحروف ذاتها ، الغبطات الناقصة ذاتها ، اللحظات المبتورة ذاتها ، 

كلها تتلاشى لحظة انقضاء اللحظة , وحدها الخطايا تظل بالغصة ذاتها ... لا تزول . 

كثيراً ما أرى السماء تقترب ... تقترب كثيراً لكنها لا تصل .

كما لو كانت تخبرنا بأنها تضيق اكثر , نحن نراها تقترب 

بل هي تضيق ، أثر الضجر . أو ربما الغضب .

الملاهي

حلم

أحدهم عبر من هنا .. أحدهم رحل .. كلاهما رحل 

سلام داخلي

ربما تكمن المشكلة في حقيقة أني أؤمن بأني أستحق أفضل مما حصلت عليه الآن .

ربما ... أن تمكنت ولو بشكل عملي أكثر أن أضع ذاتي في مكان متواضع كثيراً يناسب حجب خيبتي اللآن ، سيصبح كل شيء مناسب ومثالي لدرجة قصوى

تبدأ الأزمة حين نذكب عن انفسنا . . نصور ذاتنا بحقائق كاذبة 

نوهم ذاتنا أننا نستحق مالم نحصل عيله بعد .

فراغ

الغباء . الغباء يجعلك منك شخصاً يعتقد أن الأنصاف هو أن تحصل على كل ما ترغب به في الوقت الي تتمنى . الواقع يفرض عليك اختياراته لا اختياراتك .
ستحصل على الأحلام التي طالما حلمت بها ، لكن ليس الآن ، بل في الوقت الذي ستكون قد مللت فيه المحاولة .
ستختبر أيامك الحب ، مع الشخص غير المناسب ..
سيحملك الوقت ويمر ، بجزء صغير ناقص بداخلك . .. جزء يجعلك دائماً متجاهلاً لكل ما يحدث بحاتك ، وملتفت دائماً لذلك النقص وكيفية جعله كاملاً .
الجزء الناقص هو ما يجعلك ترغب في الحياة . هو ما يجعلك الا تمل المسير .. هو ما يجعلك تتأرجح حول العدمية ،

تقترب كثيراً لكنك لا تصل .

الغباء هو ما يجعلك تعتقد أن الحياة ستهب لك كل ما تتمنى ، 

الأنسان تعيس بطبعه ، لن تتحمل روحه تلك الحفنة الكريمة من العطاء ، لحظة ان تحصل على كل ما تريد ، بذلك تكون قد قتلك روحك .

~

بلا رجاء ..

كثيراً ما أتسآل أن كانت قد مرت  بعقلك تسؤلات كـ تسؤلاتي أيضاً .
أريد أن اخبرك عدة أشياء ، أشياء عادةً ما لا أستدرج لها في أحاديثك .
أريد أن أحدثك عن الخذلان 

عن الألم في العهد السابق

أريد أن أشرح لك كيف أن الأعوام تكاثرت بداخلي 

بسرعة أسرع قليلاً مما تبدو لك .
اريد أن أطلعك عن الندبة أسفل ذراعي 

أريد أن أهمس لك تفاصيل حدوثها 

دون ريبة .

أريدك أن تعرف سري 

ومن ثم تتظاهر بالجهل 

أريدك أن تعي كل ذلك ، ومن ثم ثراني مازلت مثيرة لاهتمامك 

أريدك أن تأنس وجودي ، قبل ان تلحظ غيابي 

واقع

شعرة رفيعة تفصل بين الواقع والحقائق ، حين كنت أرغب في محادثتك .. كنت أريد أن أعيد بناء هذه الأشكالية في مخيلتك , 

ما الواقع بالنسبة لك ، وما الحقيقة ؟ 

أكره أن أكون ممكن يصدرون أحكاماً ، وأكره أن أرى ذاتي أتعاطف كلياً مع كلا الغباء والضعف . 

أن تخلق لذاتك بيئة جيدة لتكاثر المخاوف حتى تلتهمك ، فـ أنت بذلك تصنع النسخة الأضعف من ذاتك,

كنت أريد أن اخبرك ان لاشيء أكرهه أكثر من أن أراكِ تتحولين لنسخة مكررة من الشخص الذي أكره . 

كما لو كنت أسحب ذاتي تتدريجياً من محيطك . .. 

أمنية ما ..

" ذلك الشعور حين ترغب في أن يتسبب لك الحزن في ألم جسدي ، حتى وأن كان مبرح ..هو في آخر المطاف طاقة صادقة عوضاً عن الأعياء الداخلي الأبكم  " 

إليك : في حضورك المبتور وغيابك الطاغي

حاولت أن أذكر الأسباب التي قد تجعل الحكي هذه المرة مختلف ،أو ربما الأسباب التي قد أتمكن من أن أوحي لك أن هناك أسباب مختلفة

الحروف ستبدو لك كما كانت بالسابق ، مبتورة .. وناقصة 

سيفتقر الحديث للكثير من التفاصيل ، و سأتنازل عن أكثرية البوح لحساب مفردات قصيرة ، فأختزل أغلب ما كنت أرغب بأخبارك به 

في الحقيقة ، لا أسباب هناك .. 

العامل الزمني مؤثر في أغلب الأوقات .... كثيراً ، ربما كان ذلك السبب الوحيد 

كنت أريد أن أخبرك أني لأول مرة أشعر بأني وحيدة بصدق وأني ما عدت كافية لذاتي،  

أدركني الغياب في الوقت المناسب .. في الوقت الذي أكتشفت فيه صدفة عدداً من الشعيرات البيضاء ، يرسل لي أحدهم رسالة ما   
تجعلني أبتسم رغم خوائي الداخلي حتى وأن كان آخر شخص قد أرغب في التواصل معه 
بحاجة أن أترك ذاتي تتقبل خذلانك لي ، وان كانت قوية .. كـ خذلان العالم لي 
ربما كان التوقيت مناسباً جداً ليعتقني الأعتقاد بأنك ملاك ذو  أجنحة ، غير قابل للتأثر بعامل الوقت 

مهلك لحد الموت ، الشعور بالزمن . بالساعات ، بالدقائق ، .. كل ثانية تمر تأخذ مثقال طن من الصبر من روحك وتزرع فيك عوضاً مزيد من الرعب 

quote

" كنت مبتوراً وكنت ناقصاً ، ولكن ما بقي مني كان يشبهني ولم يلاحظ أحد شيئا"

بهاء طاهر -

نتيجة

مفتاح الحضارة هو القدرة على التخلص من الرغبة المتكررة في تدمير كل شيء 

Sigh

حين ترى ذاتك بالصورة التي يراك بها الآخرون 

حقيقة

أسوأ ما في الوحدة : أن تحاول دوماً تدريب نفسك على استقبال الأخبار المفجعة وحيداً 

دون كف بسيط يربت على كتفك 

quote ...

" Talking to everyone in the world , and no one at all . That's how pathetic I feel right now " 

 From : IRREGULARITIES blog 

أنت

كلما مررت من هنا ، أشعر كما لو كنت شخصاُ ما آخر ،

أراجع كلماتي ، بعضها موجهة لك وأغلبها موجهة لها 

أشعر كما لو كنت قد أحببتك بالفعل ... من يقرأني سيعتقد بالطبع أني بشكل ما غارقة كلياً

كثيراً ما اتسآل ، ما أن كان الجميع سيتفهمون حروفي بالشكل الصائب أم لا ، 

وأن كان أحدهم يوماً سيتفهم حقيقة علاقتي بك 

التي فشلت دوماُ في تصينفها أو خلق اطار ما يحويها.

أنت لم تهبني العالم ، ولم تحمني من الحزن

لم تحببني مطلقاً ، وأعلم أنك بالطبع لن تحاول أن تفعل ذلك

لم تقتلعني من نوبات الاكتئاب تلك ، ولن تنجح يوماً ، كما انك لن تحظ يوماً بقدر من الوضوح او الشفافية مني 

كذلك أنا ، لا أحبك بالشكل المعروف ، ولا أخطط لذلك في يوم ما .

لن اتوهم الحب ، ربما لأني لا أؤمن به 

كما اني في الوقت ذاته لا أقوى على تخيل وحدة مخيلتي دونك 

لكن كثيراً ما اتخيل لو أن الله قد خلقني في مكان آخر في زمن أقدم قليلاً ،

أو لو كان الله قد خلقك على نحو مختلف 

كيف كانت ستحملنا أقدارنا ؟
كيف كنت سأكون اليوم ؟ كيف كنت سأنتظر الغد ؟

رغم تلك الوحدة التي أعلم أنك تحاول جاهداً اخراجي منها ، يداخلي إيمان كامل أنها الشيء الوحيد الذي سأكون غير قادرة على المساومة عليها .

حقيقة

البــــشر شــديــدو السٌــميّـة 

ما اردت إخباركِ به

كنت اعلم انكِ بالطبع تقصدين شيئاً آخر، شيئاً أكثر عمقاً من وحدتي ، شيئاً يوازي الخذلان اليومي والارهاق النفسي المهلك

لكني أستغليت الفرصة لأخبرك بتلك الملاحظات التي كانت محتجزة في حنجرتي .. كـ عصفور لا يقوى على البوح

في الواقع ، أنا لا يزعجني المنزل ، ولا يزعجني لحظة أن اتسلل من الباب آملة أن اجد رائحة حياة ما ، شخص ما قد أعد لي ولو كوب قهوة

لا يزعجني الصمت الباهت الذي ما عاد الراديو قادراً على كتمه 

كل ما يزعجني هو أني صرت أرى ذاتي تسير على النهج الذي أكره ، بلا تفاصيل جديدة .

أرى ذاتي ذابلة ، رغم الوقت المزعوم 

كـ ورق قديم منسي 

.

أشعر إني مسلوبة .... من كل شيء عدا الخذلان 

أنتظر عمراَ جديدة ، يهبني التسامح ، انتظر تفاصيل أكثر قسوة لأكرهك ... لأول مرة

البدايات عادة ما تكون مفزغة .

أنا الآن في بداياتي حتى أكرهكِ

حالة

أنتظر شخصاً 

لا أعرفه 

4 جدران

كثيراً ما أتمنى لو كانت السبل التي خلقت لنا ، للوصول للأشياء مختلفة 

قبل قليل ، كنت أشعر كما لو كنت أقرأها بكل دقة ، أقرأ روحها بكل شفافية .. لا أقصد ذلك على النحو الجيد ، بل بشكل مبالغ في استفزازي .. كما لو كنت أختلس النظر ، وأحصل على شيء ما عنوة

غصة ..

أشعر ان هذه الصفحة قد أصبحت عبء ، 

أفكر جدياً في الابتعاد عن كل هذه السبل ، وأن أصبح أكثر " واقعية " ..لا لأي سبب سوى أني صرت محتجزة وسط صفحات صماء ، أوهم ذاتي أن أحداً ما يمر هنا ، بين الحين والآخر ، يحمل لي حفنة أمل ويمضي .
الحقيقة هي أني صرت غير قادرة على التمسك بالواقع ،  أو بمعنى أكثر دقة : أني أرفض أن أربط ذاتي بالواقع بهذا الشكل المأسوي ..

وفي الوقت ذاته ، أشعر أن البشرية باتت أكثر سُـميّة مما قبل ..

أتمنى لو أن الحياة كانت أبسط ، والخيارات أقل ، والبشر أرقى ...
أتمنى لو ان بأمكاني أن أمضي في هذه السبل ، دون رغبة ، ولكن دون ألم أيضاً