أحدى عاداتي السيئة التي لم أستند يوماً إلى مصدرها ، هي أني دائماَ ما أهرب من مسببات حزني بطرق تستشعر في الشعور بالذنب.
احاول أن ألاحظ كل من هم أقل حظاً في الحياة، وأحدث نفسي أن صدفة تافهة كانت السبب الذي حال بيني وبينهم. عادة مثل هذه التكنيكات لا تنجح في أن تصنع مني شخص أكثر تصالحاً مع الحياة، بل تجعلني أؤمن أني لا أستحق أكثر مما أملك.
استمر في خلق مقارانات كـ مثل هذه، ومن ثم أحتمالات الحياة بعدها تنعدم تدريجياً. تصبح سقف طموحاتي مقتصر على تمشيط اليوم ، ومن ثم الأسبوع دون خسائر فادحة.
مررت منذ قليل بطفل دون العاشرة، يقوم بنزح المياه امام أحد الممرات في محل تجاري. جسد هش يحمل بالكاد وزنه ، قدماه داكنتان زرقاوتان من شدة برودة المياه. ينزح المياه بقدر عالي من الاتقان الذي لا يلاقى عادة بأي تقدير.
مضيت وأنا أتسآل ما أن كان مشهد كـ هذا رسالة سماوية ؟ ام صدفة عابرة.
أنا الآن عالقة في المنتصف، أعلم يقيناً أني أملك بعض مما قد يراه البعض قيماً. وأفتقد بشدة ما أراه أنا حيوياً. أفتقد ما أراه يقع خارج نطاق استحقاقاتي . أفتقد ما دربت نفسي يقيناً اني لا ولن أملكه.
لا أعلم كم من الوقت يمقدور الشخص ان يتعايش مع هذا القدر الراكد من الضجر، قدر صغير أضعف من ان يثير فيك نوبة بكاء وأكبر من أن يتركك بصفاء.
2 comments:
قدر صغير أضعف من ان يثير فيك نوبة بكاء وأكبر من أن يتركك بصفاء "
أغيب و أغيب و اعود لأمر من هنا فقط كى ما اطمئن أن هناك فى هذا العالم من لا زال يحمل قلبأ يحس و ينبض و يتمسك ببقايا آدميته .. شكراً لأنك لا زلتِ من هؤلاء القليلون و شكراً لقلمك الذى لم ينكسر رغم كل الاحباطات و القتامه التى تحيط بنا
شكراَ حازم :)
Post a Comment