نظرة سريعة على البريد الذي أعرف محتوياته مسبقاً. أفعل ذلك بشكل منتظم كما لو كنت أنتظر رسالة ما، رغم اني لم أقم فعلياً بارسال اي شيء يستدعي رداَ.
كنت أنوي أن أرسل رساله لها، أشكر لطفها. لكني تراجعت. شعرت أن شيئاَ مماثلاَ يحتاج قدر من الكياسة والطاقة لا أملكهما.
قررت أن أكتب لكِ رسالة، أخبرك أني لسبب ما أريد أن أخبرك بما حد دون أن أنتظر رداَ. كنت أحمل بداخلي بالوناً ضخما، أردت أن أخرج بعضاَ من الهواء ليتسنى لي بلعه.
كتبت لكِ ما حدث تفصيلاً، وهو شيء مثير للسخرية بالنسبة لكِ حيث أن حديث كالذي حدث معي ، أختبرته أنتِ مئات المرات.
كانت تحدثني بطريقة انفعالية جداً وعاطفية جداً ، واثقة إلى أقصى حد. تخبرني بشكل غير مباشر أن كل ما أحمله في مخيلتي هراء لا يحمل الواقع له أي متسع.
كانت تحدثني بطريقة انفعالية جداً وعاطفية جداً ، واثقة إلى أقصى حد. تخبرني بشكل غير مباشر أن كل ما أحمله في مخيلتي هراء لا يحمل الواقع له أي متسع.
كنت أريد أن أخبرها لأول مرة أني غير مهتمة على الأطلاق .اني لا اكترث لتلك الحياة التي تريد أن تبدو لي مثيرة.
أريد أن أخبرها اني أراها موحشة، وأكثر كآبة من كل ما قد مررت به. كنت أريد أن أخبرها أن كل ما قد ذكرته هو تحديداً ما أخشاه.
أن تلك الحياة على تلك الشاكلة هو ما أحاول تجنبه.
ظلت الحروف مكبوتة، وأخذت البالونة في النمو مجدداً .تدريجياً ، شعرت فجأة اني غير قادرة على التعبير ، كنت على وشك الانفجار.
انفجرت باكية امامها بشكل غير متسق تماماً مع المشهد. كنت شبيهة بلحن قديم مهتريء على خلفية رقص حديث مبتذل.
مسحت كل ما كتبته لكِ. خشيت ردك. خشيت ان أحصل على رد واقعي، يخبرني أنك مررت بتلك التجربة وان ما يحدث بعدها مجرد احداث جديدة ، تنسخ ما قبلها. وأن الانفجارات الصغيرة لا تضف شيئاً.
تراجعت عن فكرة المراسلة، وتمنيت لو أن معجرة ما تجعل من شخص وهمي ما ، يعي تماماً ما يحدث برأسي. يبعث لي برسالة يخبرني أني سأكون بخير.
عن تجربة سابقة، لا عن أمنية صادقة أو كاذبة.